للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُرِيدُ بْنَ الْمُهَلَّبِ وَمَكْحُولًا [١] .

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: كُنَّا عَلَى سَاقِيَةٍ بِأَرْضِ الرُّومِ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ وَذَلِكَ فِي الْغَلَسِ، وَفِينَا رَجُلٌ يَقُصُّ يُكْنَى أَبَا شَيْبَةَ، فَدَعَا فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنَا طَيِّبًا وَاسْتَطْعِمْنَا صَالِحًا. فَقَالَ مَكْحُولٌ- وَهُوَ فِي الْقَوْمِ-: إِنَّ اللَّهَ لا يَرْزُقُ إِلا طَيِّبًا. وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ نَاحِيَةً لا يَعْلَمُ بِهِمَا مَكْحُولٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَسَمِعْتَ الْكَلِمَةَ؟

قَالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ لِمَكْحُولٍ: إِنَّ رَجَاءَ (١٢٣ أ) وَعَدِيِّ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ سَمِعَا قَوْلَكَ.

فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: أَنَا أَكْفِيكَ رَجَاءً.

فَلَمَّا نَزَلَ الْعَسْكَرَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَتَّى دَنَا مِنْ مَنْزِلِ رَجَاءٍ كَأَنَّهُ يَطْلُبُ أَصْحَابَهُ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجَاءٌ وَكَانَ يَعْرِفُهُ، فَعَدَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ: أَيْنَ أَطْلُبُ أَصْحَابِي؟ قَالَ: نَحْنُ أَصْحَابُكَ. فَجَاءَ حَتَّى نَزَلَ فَأَجْرَى ذِكْرَ مَكْحُولٍ.

فَقَالَ لَهُ رَجَاءٌ: دَعْ عَنْكَ مَكْحُولًا أَلَيْسَ هُوَ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد: مَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ قَتَلَ يَهُودِيًّا وَأَخَذَ مِنْهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ أَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ؟ قَالَ رَجَاءٌ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.

قَالَ علي: وأنا شهدتهما حين تكلما.

[[الأوزاعي] [٢]]

«حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ قال لي الأوزاعي:


[١] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا ويحذف «مكحولا» (الحلية ٥/ ١٧١) .
[٢] انظر عنه ص ٤٠٨ أيضا وهو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي امام أهل الشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>