للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض حتى دعوه الأمين، فطفقوا لا ينحرون جزورا الا التمسوه فيدعو لهم فيها [١] .

[زواجه بخديجة:]

قال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي حدثني عبد الله بن أبي عبيد بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن مقسم بن أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل أن عبد الله بن الحارث حدثه أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول الله صلّى الله عليه وسلم خديجة وما يكثرون فيه يقول: أنا أعلم الناس بتزويجه إياها، اني كنت له تربا، وكنت له الفا وخدنا. واني خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة أجزنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم تبيعها، فنادتني فانصرفت اليها، ووقف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أما بصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة؟ قال عمار: فرجعت اليه فأخبرته، فقال: «بلى لعمري» فذكرت لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أغدو علينا إذا أصبحنا، فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة، وألبسوا أبا خديجة حلة، وصفرت لحيته، وكلمت أخاها فكلم أباه- وقد سقى خمرا- فذكر لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومكانه وسأله أن يزوّجه خديجة، فزوّجه خديجة،


[١] ابن كثير: البداية والنهاية ٢/ ٣٠٠ وقال ابن كثير معقبا:
«وهذا سياق حسن وهو من سير الزهري، وفيه من الغرابة قوله:
«فلما بلغ الحلم» والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلّى الله عليه وسلم عمره خمس وثلاثون سنة، وهو الّذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>