للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصنعوا من البقرة طعاما، فأكلنا منه، ونام أبوها ثم استيقظ صاحيا فقال:

ما هذه الحلة وما هذه الصفرة وهذا الطعام؟! فقالت له ابنته التي كانت قد كلمت عمارا: هذه حلة كساكها محمد بن عبد الله ختنك، وبقرة أهداها لك فذبحناها حين زوجته خديجة. فأنكر أن يكون زوّجه، وخرج يصيح حتى جاء الحجر، وخرج بنو هاشم برسول الله صلّى الله عليه وسلم فجاءوه فكلموه، فقال: اين صاحبكم الّذي تزعمون أني زوجته خديجة؟ فبرز لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما نظر اليه قال: ان كنت زوجته فسبيل ذاك، وان لم أكن فعلت فقد زوجته [١] .

[إسلام الصديق:]

وقال يعقوب بن سفيان في «تأريخه» : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه: أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا، فأنفقها في سبيل الله، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله، أعتق بلالا وعامر بن فهيرة ونذيرة والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عبيس [٢] .

وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان بن عيينة عن مالك بن مغول عن رجل قال: سئل ابن عباس من أول من آمن؟

فقال: أبو بكر، أما سمعت قول حسان:

إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا


[١] ابن كثير: البداية والنهاية ٢/ ٢٩٥- ٢٩٦.
وقد أورد محمد بن عمر الواقدي بعض هذه الرواية وعقب عليها بقوله «فهذا كله عندنا غلط ووهل والثبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم» (ابن سعد ج ١ قسم ١/ ٨٥) .
[٢] ابن حجر: الاصابة ٢/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>