للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بثلاثة آلاف فارس، فأمدّ إخوانك بالشام والعجل العجل. فأقبل خالد مغذّا جوادا، فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج الى ضمير، فوجد المسلمين معسكرين بالجابية. وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له، ففي ذلك يقول قائلهم:

ألا يا صبيحنا قبل خيل أبي بكر ... لعل المنايا قريب وما ندري

انتهى حديث البيهقي، زاد ابن اللالكائي: فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو. فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء، وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين وحمص وما دون ذلك. وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الروميّة الى الناس بمن كان معه [١] .

روى يعقوب بن سفيان الفسوي حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بن محمد ثنا راشد بن داود الصنعاني حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قال: بعث أبو بكر خالد بن الوليد الى أهل الْيَمَامَةِ، وَبَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشام. فذكر الراويّ فقال: خالد لأهل اليمامة الى ان قال:

ومات أبو بكر واستخلف عمر فبعث أبا عبيدة الى الشام فقدم دمشق، فاستمد أبو عبيدة عمر، فكتب عمر الى خالد بن الوليد ان يسير الى أبي عبيدة بالشام، فذكر مسير خالد من العراق الى الشام كما تقدم [٢] .

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، قالا:


[١] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ١/ ٤٦٠- ٤٦١.
[٢] ابن كثير: البداية والنهاية ٧/ ٢٣- ٢٤ وقال: «وهذا غريب جدا فان الّذي لا يشك فيه أن الصديق هو الّذي بعث أبا عبيدة وغيره من الأمراء الى الشام، وهو الّذي كتب الى خالد بن الوليد أن يقدم من العراق الى الشام ليكون مددا لمن به وأميرا عليهم، ففتح الله تعالى عليه وعلى يديه جميع الشام على ما سنذكره (البداية والنهاية ٧/ ٢٣- ٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>