للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر ليشهداه، فوجداه قائما يهنأ بعيرا له فقالا: ان أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب، أفنقرأ عليك أو تقرأ؟ قال: أنا على الحال التي ترياني، فان شئتما فاقرءا، وان شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ. قالا:

بل نقرأه. فقرءا، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما، ثم تفل فيه فمحاه، فتذمرا وقالا مقالة سيئة. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل، وان الله عز وجل قد أعزّ الإسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما ان رعيتما. قال:

فأقبلا الى أبي بكر وهما متذمران فقالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ فقال: بل هو لو كان شاء. فجاء عمر مغضبا حتى وقف على أبي بكر فقال: أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أرض لك خاصة أم هي بين المسلمين عامة؟ قال: بل هي بين المسلمين عامّة.

قال: فما حملك على أن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين؟ قال:

استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا عليّ بذلك.

قال: استشرت هؤلاء الذين حولك أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى!؟ قال: فقال أبو بكر: قد كنت قلت لك انك أقوى على هذا الأمر مني ولكنك غلبتني [١] .

ونا يعقوب نا سليمان بن حرب نا جرير بن حازم عن نافع أن أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس والزبرقان قطيعة وكتب لهما كتابا فقال لهما عثمان: أشهدا عمر فهو أحرز لأمركما وهو الخليفة بعده. قال: فأتينا عمر، فقال لهما: من كتب لكما هذا الكتاب؟ قالا: أبو بكر. قال:

لا والله ولا كرامة. والله ليعلقن وجوه المسلمين بالسيوف والحجارة ثم


[١] الخطيب: الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع ق ١٦٢ أ (مخطوطة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>