للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب حدثني مالك قال:

قال لي يحي بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حديث ابن شهاب أنقاها له، وَأَعْطَانِي رَقًّا قَدِيمًا قَدِ اصْفَرَّ. قَالَ: أَرَاهُ كان عنده وهو شاب. قال: فكتبت لَهُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ حَتَّى مَلَأْتُهُ وَبَيَّنْتُهُ لَهُ. قَالَ مَالِكٌ [١] :

رَجُلٌ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ يَجِيئُنِي فَيَسْتَفْتِينِي.

حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ طَلَبَةُ هَذَا الشَّأْنِ بِبَلَدِنَا أَرْبَعَةً، كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ عَاجَلَتْهُ الْمَنَايَا، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ غَرَّرَ بِنَفْسِهِ وآخر وقع فِي الْأَغَالِيطِ- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ يُرِيدُ الْمَاجِشُونَ- وَسَكَتَ عَنْ نَفْسِهِ [٢] .

سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ شُيُوخِنَا مِنْ أَهْلِ الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا وَالْفَضْلِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالْغَايَةِ فِي الثِّقَةِ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:

كُنَّا نُجَالِسُ رَبِيعَةَ، فَلَمَّا اعْتَزَلَ مَالِكٌ وَلَزِمَ بَيْتَهُ بَلَغَنِي أنه يضع شيئا من الكتب، فكتب إذا لقيته امزح معه فأقول: قد خلال لك الجو. قال:

فو الله مَا زَالَ يَوْمًا بِيَوْمٍ يَعْلُو وَيَعْلُو أَمْرُهُ وذكر حَتَّى سَادَ وَرَأَسَ. ثُمَّ يَقُولُ: وَمَنْ سَادَهُ وَمَنْ رَأَسَهُ! - يُرِيدُ أَنَّهُ سَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرَهُمْ وَالْأَنْصَارَ-.

حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الدراوَرْديّ عَنْ فِقْهِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ:

فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ: إِنَّا قَوْمٌ مِنْ ذِي أَصْبَحَ [٣] ، قَدِمَ جَدُّنَا الْمَدِينَةَ وَحَالُهُ خَفِيفٌ فَتَزَوَّجَ مَوْلَاةً لِلتَّيْمِيِّينَ، فَكَانَ يَحْفَظُهُ وَيَكُونُ مَعَهُمْ، فَنُسِبْنَا إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ لَهُمْ عَلَيْنَا نِعَمٌ وَلَا غَيْرُهَا. [٤]


[١] في الأصل بعد مالك «وقال» وهي زائدة فحذفتها.
[٢] قارن بترتيب المدارك ١/ ١٢٨.
[٣] ذو أصبح من حمير من اليمن.
[٤] انظر تفصيل نسب الامام مالك وتحقيقه في ترتيب المدارك للقاضي عياض ١/ ١٠٢- ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>