للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَهُ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ:

كَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مُسْلِمًا عِنْدَ الدِّرْهَمِ [١] .

حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قَالَ: مَا عَلِمْتُ مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ رَأْيَ الْإِبَاضِيَّةِ قَطُّ وَلَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ رِسَالَةَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [٢] فَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ، وَلَا كَرِهْتُ شَيْئًا أَحَبَّهُ.

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الشَّعْثَاءِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قُلْتُ: أَتَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ [٣] ؟ قَالَ: لَا إِلَّا أَنِّي أَظُنُّهُ مِنْ صِفْرِيَّتِكُمْ هَذِهِ.

وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْفُتْيَا مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.


[١] أوردها ابو نعيم من طريق سفيان بن عيينة أيضا وأضاف آخرها «يعني كان ورعا عندهم» (حلية الأولياء ٣/ ٨٩) .
[٢] الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب ابو محمد الهاشمي المدني، قال ابن حجر: «وقفت على كتاب الحسن بن محمد أخرجه ابن أبي عمر العدني في «كتاب الايمان» له في آخره قال: حدثنا إبراهيم بن عيينة عن عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بن محمد يأمرني أن أقرأ هذا الكتاب على الناس: أما بعد فأنا نوصيكم بتقوى الله فذكر كلاما كثيرا في الموعظة والوصية لكتاب الله واتباع ما فيه، وذكر اعتقاده ثم قال في آخره:
ونوالي ابا بكر وعمر رضي الله عنهما، ونجاهد فيهما لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة ولم تشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة فنكل أمرهم الى الله الى آخر الكلام. قال ابن حجر: فمعنى الّذي تكلم فيه الحسن انه كان يرى عدم القطع على احدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا، وكان يرى ان يرجئ الأمر فيهما، وأما الارجاء الّذي يتعلق بالايمان فلم يعرج عليه فلا يلحقه بذلك عاب. والله اعلم (تهذيب التهذيب ٢/ ٣٢١) .
[٣] ابو الشعثاء كنية جابر بن زيد صاحب الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>