للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعِلْمِ» [١] .

وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ [٢] يَقُولُ: كَانَتْ كُتُبُ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ [٣] عِنْدَ وَصِيٍّ لَهُ قَدْ كَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ وَكَانَتْ كُتُبُهُ عِنْدَهُ، فَكَانَ قَوْمٌ يَذْهَبُونَ فَيَنْسَخُونَ تِلْكَ الْكُتُبَ فَيَأْتُونَ بِهِ ابْنَ لَهِيعَةَ فَيَقْرَأُ [٤] عَلَيْهِمْ.

«قَالَ: وَحَضَرْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ وَقَدْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كَانُوا حَجُّوا وَقَدِمُوا، فَأَتَوُا ابْنَ لَهِيعَةَ مُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَلْ كَتَبْتُمْ حَدِيثًا طَرِيفًا؟

قَالَ: فَجَعَلُوا يُذَاكِرُونَهُ مَا كَتَبُوا حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْعُمَرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: هَذَا حَدِيثٌ طَرِيفٌ كيف حدثكم؟ قال: فحدثه. قال: فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب فكان كلما مروا به قالوا حدثنا بِهِ صَاحِبُنَا فُلَانٌ. قَالَ: فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ نَسِيَ الشَّيْخُ فَكَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ فَيُجِيزُهُ وَيُحَدِّثُ بِهِ فِي جُمْلَةِ حَدِيثِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ» [٥] .

حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَقَالَ:

مَنْ كَتَبَ عَنْهُ قَدِيمًا فَسَمَاعُهُ صَحِيحٌ.

قَالَ: وَبَلَغَنِي عن ابن المبارك انه قال هاهنا بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ [٦] : مَنْ كَتَبَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةٍ لَيْسَ بشيء.


[١] ابن حجر: تهذيب التهذيب ٥/ ٣٧٦- ٤٧٧ بتصرف.
[٢] سعيد بن أبي مريم.
[٣] التجيبي المصري.
[٤] في الأصل «فيقنا» .
[٥] ابن حجر: تهذيب التهذيب ٥/ ٣٧٥ بتصرف قليل.
[٦] يعني ومائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>