للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثني علي بن العباس، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال:

كان الحسين بن زيد يلقب ذا الدمعة لكثرة بكائه.

حدثني علي بن أحمد بن حاتم، قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد، قال: حدثنا يحيى بن الحسين بن زيد، قال:

قالت أمي لأبي: ما أكثر بكاءك!. فقال: وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء- تعني السهمين الذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى.

حدثني علي بن العباس، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل الهندي، عن الحسين بن زيد، قال:

مررت على عبد الله بن الحسن وهو يصلي فأشار إليّ فجلست، فلما صلّى قال لي:

يا ابن أخي، إن الله- عزّ وجلّ- وضعك في مرضع لم يضع فيه أحدا إلّا من هو مثلك، وإنك قد أصبحت في حداثة سنك وشبابك يبتدرك الخير والشر كلاهما يسرعان إليك، فإن تعش حتى نرى منك ما يشبه سلفك فتلك السعادة الثانية. والله لقد توالى لك آباء ما رأيت فينا ولا في غيرنا مثلهم، إن أدنى آبائك الذي لم يكن فينا مثله: أبوك زيد بن علي، لا والله ما كان فينا مثله، ثم كلما رفعت أنا فهو أفضل.

حدثني محمد بن الحسين الخثعمي، وعلي بن العباس جميعا، قالا:

حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا الحسين بن زيد، قال:

مررت بعبد الله بن الحسن وهو يصلي في مصلى النبي (ص) فأشار إليّ بيده وهو قائم يصلي فأتيته فلما انصرف قال لي:

رأيتك مختارا فأردت أن أعظك لعلّ الله ينفعك بها. إن الله قد وضعك موضعا لم يضع به أحدا إلّا من هو مثلك، وإنك قد أصبحت في حداثة سن، وإن الناس يبتدرونك بأبصارهم، والخير والشر يبتدران إليك، فإن تأت بما يشبه سلفك فما نرى شيئا أسرع إليك من الخير، وإن تأت بما يخالف ذلك فو الله

<<  <   >  >>