للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوله من مشركي العرب، وجعل لهم/ الجعل العظيم لحرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث النبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ بْن عتيك، وعبد الله بن أنيس، وأبا قتادة، والأسود بن خزاعي، ومسعود بن سنان. وأمرهم بقتله.

فذهبوا إلى خيبر، فكمنوا، فلما هدأت الرجل جاءوا إلى محله [١] فصعدوا درجة له، فقدموا عَبْد اللَّه بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية، فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية، ففتحت لَهُ امرأته، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح، فأشار إليها بالسيف، فسكتت فدخلوا عليه فما عرفوه إلا ببياضه كأنه قبطية، فعلوه بأسيافهم.

قال ابن أنيس: وكنت رجلا أعشى لا أبصر، فاتكأت بسيفي على بطنه حتى سمعت خسه في الفراش، [وعرفت أنه قد قضى عليه] [٢] ، وجعل القوم يضربونه جميعا، ثم نزلوا فصاحت امرأته فتصايح أهل الدار، واختبأ القوم [في بعض مناهر خيبر] [٣] ، وخرج الحارث أبو زينب في ثلاثة آلاف في آثارهم يطلبونهم بالنيران، فلم يروهم فرجعوا.

ومكث القوم في مكانهم يومين حتى سكن الطلب، ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة كلهم يدعي قتله، فقدموا على رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وسلم فقال: «أفلحت الوجوه» فقالوا: أفلح وجهك يا رسول اللَّه، وأخبروه خبرهم فأخذ أسيافهم فنظر إليها فإذا أثر الطعام في ذباب سيف عبد الله بن أنيس، فقال عليه الصلاة والسلام: «هذا قتله»

. ثم كانت سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم اليهودي بخيبر [٤]

في شوال [سنة ست من مهاجر رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ ابن سعد] [٥] : لما قتل أبو رافع سلام بن أبي الحقيق، أمرت يهود عليهم أسير بن زارم، فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم لحرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبلغ ذلك


[١] في الطبقات: منزله.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أ، وأوردناه من ابن سعد.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ، وابن سعد.
[٤] مغازي الواقدي ٢/ ٥٦٦، وطبقات ابن سعد ٢/ ١/ ٦٦ وفي الأصل: أسيد
[٥] في الأصل: في شوال، وذلك أنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>