للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ» ، وَأَشَارَ بِالْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ [١] .

وَرَوَى جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصْبُعَيِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشَارَ بِالْمُسَبِّحَةِ وَالَّتِي تَلِيهَا، وَهُوَ يَقُولُ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ أَوْ كَهِذِهِ مِنْ هَذِهِ» [٢] .

قَالَ أَبُو جَعْفَر الطبري: [٣] وقدر مَا بَيْنَ صلاة العصر فِي أوسط أوقاتها بالإضافة إِلَى باقي النهار نصف سبع اليوم تقريبا، وَكَذَلِكَ فصل مَا بَيْنَ الوسطى والسبابة. فَإذَا كانت الدنيا سبعة آلاف سنة، فنصف يوم خمسمائة سَنَة.

والذي مال إِلَيْهِ الطبري ونصره: أَنَّهُ قَدْ بقي من الدنيا من حِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا خمسمائة سَنَة، فَقَدْ ظهر بطلان هَذَا القول بِمَا قَدْ غبر من السنين.

وَقَدْ رَوَى الطبري حَدِيثا فِي صحته نظر، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أنا فِي آخرها ألفا» . قَالَ المصنف: وَهَذَا وإن لَمْ يثبت صحة الرواية فَهُوَ الظاهر، والله أعلم.

ويتقوى هَذَا بِمَا تقدم من أَن عُمَر الدنيا سبعة آلاف سَنَة، وَقَدْ ذهبت اليونانية من النصارى إِلَى أَنَّهُ من لدن خلق آدَم عليه السلام إلى وقت هجرة نبينا صلّى الله عليه وسلم ستة آلاف سنة/ ينقص ثمان سنين، وقد مضى قريب من ستمائة فيبقى أربعمائة، والعلم بقدر الإيمان [٥] ظاهر.

قَالَ الطبري: [٤] وَقَدْ زعمت الْيَهُود أَن جميع مَا ثبت عندهم عَلَى مَا فِي التوراة مِمَّا بَيْنَ فِيهَا من لدن خلق آدَم إِلَى وقت الهجرة أربعة آلاف وستمائة واثنان وأربعون سنة وأشهر. والله أعلم.


[١] الحديث: في الطبري ١/ ١٣، وصحيح البخاري ٧/ ٦٨، ٨/ ١٣١، ١٣٢، وصحيح مسلم الفتن ١٣٢، ١٣٣، ١٣٤، ١٣٥، والجمعة ٣٤، وسنن النسائي ٣/ ١٨٩، وسنن الترمذي ٢٢١٤، وسنن ابن ماجة ٤٥، ٤٠٤٠، ومسند أحمد بن حنبل ٣/ ١٢٤، ١٣٠، ١٣١، ١٩٣، ٢٢٢، ٢٣٧، ٢٧٥، ٢٧٨، ٢٨٣، ٣١١، ٣١٩، ٤/ ٣٠٩، ٥/ ٩٢، ٣٣٥، والسنن الكبرى ٣/ ٢٠٦، وزاد المسير ٣/ ١٢٩، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٤/ ١٩٩، ٥/ ٤٣٣، ٧/ ١٢١.
[٢] الحديث أخرجه الطبري ١/ ١٢.
[٣] تاريخ الطبري ١/ ١٦.
[٤] تاريخ الطبري ١/ ١٨، وراجع أيضا مرآة الزمان ١/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>