للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُنَّا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء [الليثي] ، فأخذناه فقال: إنما جئت أريد الإسلام، قُلْنَا: إن تكن مسلما فلا يضرك رباطنا يوما وليلة. فشددناه وثاقا وخلفنا عليه رويجلا [منا أسود] [١] وقلنا: إن ناوشك [٢] فجز رأسه، فسرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس، وكمنا في ناحية الوادي، وبعثني أصحابي ربيئة لهم، فخرجت حتى آتي مشرفا على الحاضر يطلعني عليهم إذ خرج رجل فقال لامرأته: إني لأرى على هذا الجبل سوادا ما رأيته أول من يومي هذا فانظري إلى أوعيتك لا تكون الكلاب جرت منها شيئا، فنظرت فقالت: لا، فقال: فناوليني قوسي وسهمي، فأرسل سهما فو الله ما أخطأ بين عيني، فانتزعته وثبت مكاني، ثم أرسل آخر فوضعه في منكبي فانتزعته ووضعته وثبت مكاني، فقال: والله لو كان ربيئة لقد تحرك. ثم دخل وراحت الماشية، فلما احتلبوا وعطنوا واطمأنوا فناموا شننا عليهم الغارة واستقنا النعم. فخرج صريخ القوم في قومهم فجاء ما لا قبل لنا به، فخرجنا بها نحدرها حتى مررنا بابن البرصاء فاحتملناه وأدركنا القوم ما بيننا وبينهم إلا الوادي، إذ جاء اللَّه بالوادي من حيث شاء، والله ما رأينا سحابا يومئذ فامتلأ جنباه ماء، ولقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا

. وفيها

[سرية غالب أيضا إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك في صفر [٣]]

[أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن معروف الخشاب، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، أَخْبَرَنَا] [٤] مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: هَيَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيَّر بْنَ الْعَوَّامِ، وَقَالَ لَهُ: «سِرْ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُصَابِ [أَصْحَابِ] [٥] / بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ فَإِنْ أَظْفَرَكَ اللَّهُ بِهِمْ فَلا تُبْقِ فِيهِمْ» [وَهَيَّأَ مَعَهُمْ مائتي


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٢] في أ، وابن سعد: «إن نازعك» .
[٣] طبقات ابن سعد ٢/ ١/ ٩١.
[٤] ما بين المعقوفتين: مكانه في الأصل: قال محمد بن سعد، وأوردناه من أ.
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>