للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بطن إضم- وبينها وبين المدينة ثلاثة برد- ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى تلك الناحية وتذهب بذلك الأخبار، وكان في السرية محلم بن جثامة، فمر عامر بن الأضبط فسلم بتحية الإسلام، فأمسك عنه القوم، وحمل عليه مسلم، فقتله وأخذ سلبه، فلما لحقوا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نزل فيهم القرآن: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ [لَسْتَ مُؤْمِناً] ٤: ٩٤ [١] . ولم يلقوا جمعا فانصرفوا فبلغهم أن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَوَجَّهَ إلى مكة فلقوه بالسقيا

. ومن الحوادث

[غزاة الفتح وكانت في رمضان]

[٢] قال علماء السير: لما دخل شعبان على رأس اثنين وعشرين شهرا من صلح الحديبية كلمت بنو نفاثة- وهم من بني [بكر] [٣]- أشراف قريش أن يعينوهم على خزاعة بالرجال والسلاح، فوعدوهم ووافوهم [بالوتير] متنكرين فيهم صفوان بن أمية، وحويطب، ومكرز فبيتوا خزاعة ليلا وهم غارون، فقتلوا منهم عشرين [رجلا] . ثم ندمت قريش على ما صنعت وعلموا أن هذا نقض للعهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين راكبا من خزاعة، فقدموا على رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وسلم يخبرونه بالذي أصابهم ويستنصرونه، فقام وهو يجر رداءه، ويقول: «لا نصرت إن لم أنصر بني كعب [مما أنصر منه نفسي» ] [٤] . وقدم أبو سفيان بن حرب، فسأله أن يجدد العهد فأبى فانصرف/ فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخفى أمره، وقال: «اللَّهمّ خذ على أبصارهم فلا يروني إلا بغتة» ، فلما أجمع السير كتب حاطب بن أبي بلتعة [إلى قريش] [٥] يخبرهم بذلك، فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا والمقداد فأخذوا كتابه ورسوله [٦] .


[١] سورة: النساء، الآية: ٩٤.
[٢] المغازي للواقدي ٢/ ٧٨٠، وطبقات ابن سعد ٢/ ١/ ٩٦ وتاريخ الطبري ٣/ ٣٨، وسيرة ابن هشام ٢/ ٣٨٩، والاكتفاء ٢/ ٢٨٧، والكامل ٢/ ١١٦، والبداية والنهاية ٤/ ٢٧٨.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل وأوردناه من ابن سعد.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.
[٦] إلى هنا انتهى النقل من ابن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>