للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض وحشدوا [وبغوا] [١] . وجمع أمرهم مالك بن عوف النصري، فأمرهم فجاءوا معهم بأموالهم ونسائهم وأمهاتهم وحتى نزلوا بأوطاس، وجعلت الأمداد تأتيهم، وأخرجوا معهم دريد بن الصمة وهو أعمى ابن سبعين ومائة سنة يقاد وهو في شجار، وهو مركب من أعواد يهيأ للنساء، فقال: بأي واد هم؟ [٢] قالوا: بأوطاس، قال: نعم، مجال الخيل، لا حزن ضرس، ولا سهل دهس- أي لين [٣]- ما لي أسمع رغاء الإبل [٤] ويعار الشاء [٥] ، قيل له: ساق مالك بن عوف مع الناس الظعن والأموال، فقال: ما هذا يا مالك؟ قال: أردت أن أحفظ/ الناس- يعني أذمرهم من الحفيظة أن يقاتلوا عن أهاليهم وأموالهم فانقض به- أي صفق بيده- وقال: راعي الضأن ما له وللحرب، وقال: أنت محل بقومك وفاضح عورتك- أي قد أبحت شرفهم- لو تركت الظعن في بلادهم والنعم فِي مراتعها، ولقيت القوم بالرجال على متون الخيل، والرجال [بين أضعاف الخيل، ومقدمة ذرية، أما الخيل] [٦] كان الرأي، والذرية مقدمة الخيل.

فأجمع القوم السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة يوم السبت لست ليال خلون من شوال في اثني عشر ألفا من المسلمين: عشرة آلاف من المسلمين من [أهل] [٧] المدينة، وألفان من المسلمين من أهل مكة. فقال رجل [٨] : لا نغلب اليوم من قلة. وخرج مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناس من المشركين كثير، منهم: صفوان ابن أمية، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار منه مائة درع بأداتها، فانتهى إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليال خلون من شوال، فبعث مالك بن عوف ثلاثة [نفر] [٩] يأتونه بخبر


[١] ما بين المعقوفتين: من طبقات ابن سعد.
[٢] في الطبري: «بأي واد أنتم» .
[٣] في الأصول: «مجال الحرب لا حرب وحرش والسهل وحش أي لين» . وما أوردناه من الطبري.
والحزن: المرتفع من الأرض، والضرس: الّذي فيه حجارة محدده، الدهس: اللين الكثير التراب.
[٤] في الطبري: رغاء البعير.
[٥] في الأغاني: «ثغاء الشاء» .
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.
[٧] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.
[٨] في ابن سعد الرجل هو أبو بكر.
[٩] ما بين المعقوفتين: من ابن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>