للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْهَا فقالت: يا رسول الله، كنت أقسمت ألا تدخل علينا شهرا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين أعدها عدا، فقال: «الشهر تسع وعشرون» وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين

. وفي هذه السنة كانت غزوة تبوك وذلك في رجب [١]

وذلك أن رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وسلم بلغه أن الروم قد جمعت جموعا كبيرة، وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة، وأجلبت معه لخم وجذام وعاملة وغسان، وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء، فندب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الناس، وأعلمهم المكان/ الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب ليستنفرهم، وذلك في حر شديد، وخلف علي بن أبي طالب على أهله، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة، وجاء البكاءون يستحملونه.

واختلف في عددهم وأسماءهم، فروى أبو صالح عن ابن عباس، قال: هم ستة:

عبد الله بن معقل، وصخر بن سلمان. وعبيد الله بن كعب، وعلية بن زيد، وسالم بن عمير، وثعلبة بن غنمة.

وذكر محمد بن مسلمة مكان صخر بن سلمان، سلمة بن صخر، ومكان ثعلبة بن غنمة، عمرو بْن غنمة، قال: وقيل منهم معقل بن يسار.

وروى ابن إسحاق عن أشياخ له [٢] : أن البكاءين سبعة من الأنصار: سالم بن عمير، وعلية بن زيد، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، وعمرو بن الحمام، وعبد الله بن معقل، وبعض الناس تقول عَبْد اللَّه بن عمرو المزني، وعرباض بن سارية، وهرمي بن عبد الله.

وقال مجاهد: نزلت في بني مقرن، وهم سبعة وقد ذكرهم محمد بن سعد، فقال:

النعمان بن عمرو بن مقرن، وسنان بن مقرن، وعقيل بن مقرن، وعبد الرحمن بن مقرن، وعبد الرحمن بن عقيل بن مقرن، وقال لهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا أجد ما أحملكم عليه» فولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا.


[١] المغازي للواقدي ٣/ ٩٨٩، وطبقات ابن سعد ٢/ ١/ ١١٨، ١١٩، وابن هشام ٢/ ٥١٥، تاريخ الطبري ٣/ ١٠٠، والبداية والنهاية ٥/ ٢، والكامل ٢/ ١٤٩.
[٢] تاريخ الطبري ٣/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>