للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّاس، فالتقى المسلمون والروم حول دمشق فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم هزم الله الروم، فدخلوا دمشق فتحصنوا بها فرابطهم المسلمون ستة أشهر حتى فتحوا دمشق وأعطوا الجزية، وكان الصلح على يدي خالد، وكان قد قدم على أبي عبيدة كتاب بتوليته وعزل خالد، واستحى أَبُو عبيدة أن يقرئه الكتاب. فلما فتحت أظهر أبو عبيدة ذلك، وكان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب، وكان حصارها ستة/ أشهر.

وقال ابن إسحاق: بل كانت في سنة ثلاث عشرة.

وروى سيف عن أشياخه [١] : أن أبا عبيدة استخلف على اليرموك بشير بن كعب، وخرج حتى نزل بالصّفّر [٢] يريد اتباع الفالة، فأتاه خبرهم أنهم أرزوا إلى فحل. وأتاه الخبر أن المدد قد أتى أهل دمشق من حمص، فلم يدر أيبدأ بدمشق أم بفحل، فكتب بذلك إلى عمر، ولما جاء فتح اليرموك، إلى عمر أقر الأمراء على ما استعملهم عليه أبو بكر رضي الله عنه إلا خالد بْن الوليد فإنه ضمه إلى أبي عبيدة، وعمرو بن العاص فإنه أمره بمعونة الناس، حتى يصير الحرب إلى فلسطين ثم يتولى حربها.

وكتب إلى أبي عبيدة: ابدءوا بدمشق فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم، واشغلوا عنكم أهل فحل بخيل تكون بإزائهم. فحاصروا دمشق نحوا من سبعين ليلة حصارا شديدا، وقاتلوهم بالمجانيق [٣] [فكان أبو عبيدة على ناحية، ويزيد على ناحية] [٤] ، وعمرو على ناحية.

وبعث أبو عبيدة ذا الكلاع، وكان بين دمشق وحمص، وهرقل يومئذ بحمص، وقد استمدوه، وجاءت خيل هرقل مغيثة لأهل الشام، فأشجتها الخيول التي مع ذي الكلاع. فأيقن أهل دمشق أن الأمداد لا تصل إليهم، فأبلسوا [٥] ، فصعد قوم من أصحاب خالد بالأوهاق إلى السور فكبروا. وجاء المسلمون إلى الباب، وقتل خالد البوابين ودخل عنوة ودخل غيره مصالحا، وكان صلح دمشق على المقاسمة في الدينار


[١] الخبر في تاريخ الطبري ٣/ ٤٣٦.
[٢] في الأصل: «بالصفرين» والتصحيح من الطبري.
[٣] في الأصل: «وقاتلوهم بالمناجيق» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.
[٥] أي: تحيروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>