للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ٢١: ١٠٥ [١] . هذا ميراثكم [٢] وموعود [٣] ربكم، فأنتم منذ ثلاث حجج تطعمون منه، وتقتلون أهله، فإن تزهدوا في الدنيا وترغبوا في الآخرة يجمع الله لكم الدنيا والآخرة، ولا يقرب ذلك أحد إلى أجله، وإن تفشلوا وتضعفوا تذهب ريحكم، وتوبقوا آخرتكم.

وقام عاصم [٤] بن عمرو في المجردة، فقال: هذه بلاد قد أحل الله [لكم] أهلها [٥] ، وأنتم تنالون منهم منذ ثلاث سنين ما لا ينالون منكم، وأنتم الأعلون والله معكم، إن صبرتم فالضرب والطعن ولكم أموالهم ونساؤهم وأبناؤهم وبلادهم، ولئن فشلتم لم يبق هذا الجمع منكم باقية، مخافة أن تعودوا عليهم [بعائدة هلاك] [٦] ، الله الله، اجعلوا همكم الآخرة.

وخطب كل أمير أصحابه، وتحاضوا/ على الطاعة. وأذن مؤذن سعد لصلاة الظهر، وقال رستم: أكل عُمَر كبدي أحرق الله كبده، علم هؤلاء حتى علموا.

وأرسل [٧] سعد الذين انتهى إليهم رأي الناس ونجدتهم، مثل: المغيرة، وحذيفة، وعاصم بن عمرو. ومن أهل النجدة: طليحة، وقيس الأسدي، وغالب، وعمرو بن معديكرب. ومن الشعراء الشّمّاخ، والحطيئة، وأوس بن مغراء، وعبدة بن الطبيب، وقال: انطلقوا فقوموا في الناس فذكروهم وحرضوهم على القتال.

فقال عاصم: [٨] يا معشر العرب، إنكم أعيان العرب، وقد صمدتم لأعيان العجم، وإنما تخاطرون بالجنة، ويخاطرون بالدنيا، فلا يكونن على دنياهم أحوط منكم على آخرتكم، لا تحدثن اليوم أمرا يكون شيئا على العرب غدا.


[١] سورة: الأنبياء، الآية: ١٠٥.
[٢] في الأصل: «هذا منزلتكم» .
[٣] في أ: «وموعد ربكم» .
[٤] تاريخ الطبري ٣/ ٥٣٢.
[٥] ما بين المعقوفتين: على هامش أ.
[٦] ما بين المعقوفتين: من الطبري.
[٧] تاريخ الطبري ٣/ ٥٣٣.
[٨] تاريخ الطبري ٣/ ٥٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>