للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا.

قَالَ علماء السير: شهد عَبْد الرَّحْمَنِ بدرا والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إلى دومة الجندل، وعممه بيده.

وكان له من الولد عشرين ذكرا [١] ، وثمان بنات، وكان مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزاة تبوك فأم الناس، وجاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلحق معه ركعة، ثم قضى الثانية، وقَالَ: «ما قبض نبي قط حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته» . وكان عَبْد الرَّحْمَنِ كثير الصدقة فباع أرضا له بأربعين ألف دينار، فقسم ذلك فِي فقراء بني زهرة، وفِي ذوي الحاجة من الناس، وفِي أمهات المؤمنين، فلما بعث إلى عائشة بنصيبها، قالت أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون» [٢] سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة [٣] .

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ:

أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي مَلَكَانِ أَوْ رَجُلانِ فِيهِمَا فَظَاظَةٌ وَغِلْظَةٌ، فَانْطَلَقَا بِي، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلانِ أَوْ مَلَكَانِ هُمَا أَرْفَقُ مِنْهُمَا وَأَرْحَمُ، فَقَالا:

أَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟ قَالا: نُرِيدُ بِهِ الْعَزِيزَ الأَمِينَ، قَالا: خَلِّيَا عَنْهُ فَإِنَّهُ مِمَّنْ كُتِبَ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ.

توفي عَبْد الرَّحْمَنِ فِي هذه السنة وهو ابن خمس وسبعين سنة. وخلف ألف بعير ١١/ ب وثلاثة آلاف شاة/ ومائة فرس، وترك ذهبا قطع بالفئوس حتى مجلت أيدي الرجال منه، وترك أربع نسوة، فأخرجت امرأة من ثمنها بثمانين ألفا، وأوصى فِي السبيل بخمسين ألف دينار.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَزَّازِ، قَالَ: أخبرنا أحمد بن على بن ثابت، قال:


[١] في الأصل: «عشرون ذكرا» .
[٢] كذا في الأصل وابن سعد، وفي أ: «الصالحون» .
[٣] طبقات ابن سعد ٣/ ١/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>