للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيعة أهل البصرة عليا وقسمة ما فِي بيت المال عليهم] [١]

ثم بايعه أهل البصرة، ونظر فِي بيت مال البصرة فإذا به ستمائة ألف وزيادة، فقسمها على من شهد معه، فأصاب كل رجل منهم خمسمائة خمسمائة، وقَالَ: لكم إن أظفركم الله بالشام مثلها إلى أعطياتكم، وخاض فِي ذلك السبئية، وطعنوا على علي رضي الله عنه من وراء وراء.

[[تجهيز علي رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها من البصرة] [٢]]

وجهز علي عائشة بكل شيء ينبغي لها من مركب وزاد ومتاع، وأخرج معها كل من نجا ممن خرج معها إلا من أحب المقام، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وقَالَ: تجهز يا مُحَمَّد، فبلغها، فلما كان اليوم الذي ترتحل فيه، جاءها حتى وقف لها، وحضر الناس، فخرجت وودعوها [٣] وودعتهم وقالت: الله ما كان بيني وبين علي فِي القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي على معتبتي لمن الأخيار.

وقَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يا أيها الناس، صدقت والله وبرت، ما كان بيني وبينها إلا ذلك، وإنها لزوجة نبيكم صلّى الله عليه وسلّم فِي الدنيا والآخرة.

وخرجت يوم السبت لغرة رجب سنة ست وثلاثين، وشيعها علي أميالا، وسرح بنيه معها يوما.

وقصدت [٤] عائشة مكة، فأقامت بمكة إلى الحج، ثم رجعت إلى المدينة، ٣٦/ أوانصرف مروان والأسود بن أبي البختري إلى المدينة، ورجع علي إلى/ منزله.

[[تأمير ابن عباس على البصرة وتولية زياد الخراج]]

وأمر على البصرة [٥] ابن العباس، وولى زيادا الخراج وبيت المال، وأمر ابن


[١] تاريخ الطبري ٤/ ٥٤١.
[٢] تاريخ الطبري ٤/ ٥٤٤.
[٣] في ت: «وودعها وودعتهم» .
[٤] تاريخ الطبري ٤/ ٥٤٢.
[٥] تاريخ الطبري ٤/ ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>