للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠٦- صهيب بن سنان بن مالك، أبو يَحْيَى [١] :

وأصله من النمر بن قاسط، وكان أبوه أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة، وكانت منازلهم بأرض الموصل، فأغارت الروم عليهم فسبت صهيبا وهو غلام صغير، فنشأ بالروم، فابتاعته كلب منهم، ثم قدمت به مكة، فاشتراه عبد الله/ بن جدعان منهم، ٦٣/ أفأعتقه، فأقام معه بمكة إلى أن هلك عَبْد اللَّهِ بن جدعان. وبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أراد الله به من الكرامة، ومن به عليه من الإسلام.

وأما أهل صهيب وولده فيقولون: بل هرب من الروم حين بلغ، فقدم مكة فحالف عَبْد اللَّهِ بن جدعان فأقام معه إلى أن هلك.

وكان صهيب رجلا أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، بل هو إلى القصر أقرب، وكان كثير شعر الرأس، وكان يخضب بالحناء، ولما أسلم عذب فصبر، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقَالَ عمر رضي الله عنه لأهل الشورى ليصلي بكم صهيب، فصلى بهم المكتوبات، وقدموه فصلى على عمر رَضِيَ الله عنه.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الباقي، قال: أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا ابن حيوية، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بن الفهم، قال: أخبرنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بْن عُمَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قال:

قال عمار بن ياسر [٢] :

لقيت صهيبا بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الأَرْقَمِ وَرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، فَقُلْتُ: مَا تُرِيدُ؟

فَقَالَ: مَا تُرِيدُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَرَدْتُ أَدْخُلُ عَلَى مُحَمَّدٍ فَأَسْمَعُ كَلامَهُ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا الإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا، ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ. فَكَانَ إِسْلامُ عَمَّارٍ وَصُهَيْبٍ بَعْدَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ رَجُلا.


[١] طبقات ابن سعد ٣/ ١/ ١٦١.
[٢] الخبر في طبقات ابن سعد ٣/ ١/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>