للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمره أن يأتي هيت ويمضي حتى يأتي الأنبار والمدائن فيوقع بأهلها. فسار حتى أتى ٦٤/ أهيت فلم يجد بها أحدا، [ثم أتى الأنبار] [١] / وبها مسلحة لعليّ تكون خمسمائة رجل، وقد تفرقوا فلم يبق منهم إلا مائة رجل، فقاتلهم، فصبر لهم أصحاب علي مع قلتهم ثم حملت عليهم الخيل والرجالة فقتلوا صاحب المسلحة، وهو أشرس بن حسان البلوي فِي ثلاثين رجلا، وحملوا ما كان فِي الأنبار من الأموال ورجعوا إلى معاوية وبلغ الخبر علي، فخرج حتى أتى النخيلة، فقَالَ له الناس: نحن نكفيك، قَالَ: ما تكفونني [ولا أنفسكم] [٢] ، وسرح سعيد بن قيس [٣] فِي أثر القوم، فخرج [فِي طلبهم] [٤] حتى جاز هيت، فلم يلحقهم [فرجع] [٥] .

ومن ذلك [٦] : أنه وجه معاوية فِي هذه السنة عَبْد الله بن مسعدة الفزاري في ألف وسبعمائة رجل إلى تيماء، وأمره أن يصدق [٧] من مر به من أهل البوادي، وأن يقتل من امتنع من عطائه صدقة ماله، ثم يأتي المدينة ومكة والحجاز يفعل ذلك. واجتمع إليه خلق كثير [٨] من قومه، فلما بلغ ذلك عليا رضي الله عنه وجه المسيب بن نجبة الفزاري فِي ألفِي رجل [٩] ، فسار حتى لحق ابن مسعدة بتيماء، فاقتتلوا حتى زالت الشمس قتالا شديدا، فدخل ابن مسعدة وعامة من معه إلى الحصن وهرب الباقون نحو الشام، وانتهبت الأعراب إبل الصدقة التي كانت مع ابن مسعدة، وحصره [ومن كان معه] [١٠] المسيب ثلاثة أيام، ثم ألقى الحطب على الباب وألهب فيه النار، فلما أحسوا بالهلاك أشرفوا على المسيب فقالوا: يا مسيب، قومك، فرق لهم، فأمر بالنار فأطفئت،


[١] ما بين المعقوفتين، ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٣] في الأصل: «قيس بن سعيد بن قيس» .
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٦] تاريخ الطبري ٥/ ١٣٤، ١٣٥.
[٧] المصدق: هو الّذي يجمع الصدقات.
[٨] في الطبري: «بشر كثير» .
[٩] في ابن الأثير والنويري: «ألف رجل» ، وهي ساقطة من الطبري.
[١٠] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>