للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقتال المخالفين، فقَالَ له الحسن: على كتاب الله وسنة رسول الله [١] ، فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط [٢] ، فبايعه وسكت. قَالَ الزهري [٣] : كان تحت يد قيس بن سعد فِي زمان علي أربعون ألفا، فلما قتل واستخلف الحسن، كان الحسن لا يريد القتال وإنما أراد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة، وعلم أن قيسا لا يوافقه على رأيه، فنزعه وأمر عبيد الله بن عباس، فلما علم عبيد الله بالذي يريد الحسن كتب إلى معاوية يسأله الأمان ويشترط لنفسه على الأموال التي أصاب، فشرط له معاوية ذلك.

[ذكر خروج الحسن لحرب معاوية [٤]]

قَالَ إسماعيل بن راشد: لما بايع الناس الحسن خرج بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيس بن سعد بن عبادة على مقدمته فِي اثني عشر ألفا، فأقبل معاوية فِي أهل الشام حتى نزل مسكن، فبينا الحسن فِي المدائن إذ نادى منادي العسكر: ألا إن قيس بن سعد قد قتل، فانفروا، فنفروا [ونهبوا] سرادق الحسن حتى نازعوه بساطا كان تحته، وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن، وكان عم المختار بن أبي عبيد- واسمه سعد بن مسعود- عاملا على المدائن، فقَالَ له المختار وهو غلام شاب:

هل لك فِي الغنى والشرف؟ قَالَ: وما ذاك؟ قَالَ: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية، فقَالَ له سعد: عليك لعنة الله. فلما رأى الحسن تفرق الناس عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح. ثم قام الحسن فِي أهل العراق فقَالَ: يا أهل العراق إن شحي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي. قَالَ هلال بن خباب: لما قتل علي رضي الله عنه توجه الحسن والحسين رضي ٦٧/ ب الله عنهما إلى المدائن، فلحقهما الناس بساباط، فحمل على/ الحسن رجل فطعنه في


[١] في الطبري: «سنة نبيه» .
[٢] في ابن الأثير: «فإنّهما يأتيان على كل شرط» .
[٣] الخبر في تاريخ الطبري ٥/ ١٥٨.
[٤] تاريخ الطبري ٥/ ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>