للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذته طيِّئ يظنونه مالا. فلما رأوه دفنوا الصندوق بما فيه.

كان هذه الروايات رواها أبو بكر الخطيب.

وقَالَ [١] : حكى لنا أبو نعيم الحافظ، قَالَ: سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أن مطينا كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان يقول: لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته بالحجارة، هذا قبر المغيرة بن شعبة.

والله أعلم أي الأقوال أصح.

أما البرك بن عَبْد اللَّهِ [٢] : فإنه مضى تلك الليلة، فقعد لمعاوية، فلما خرج ليصلي الغداة شد عليه بسيفه فوقع السيف فِي أليته، فأخذ، فقَالَ له: إن عندي خبرا أسرك به، فإن أخبرتك فنافعي ذلك عندك [٣] ؟ قَالَ: نعم، قَالَ: إن أخا لي قتل عليا فِي هذه الليلة، قَالَ: فلعله لم يقدر على ذلك، قَالَ: بلى، إن عليا يخرج ليس معه أحد يحرسه، فأمر به معاوية فقتل.

وبعث معاوية إلى الطبيب [٤] ، فلما نظر إليه قَالَ: اختر إحدى خصلتين: إما أن أحمي حديدة وأضعها موضع السيف، وإما أن أسقيك شربة تقطع عنك الولد وتبرأ، فإن ضربتك مسمومة، فقَالَ معاوية: أما النار فلا صبر لي عليها، وأما انقطاع الولد فإن فِي يزيد وعبد الله ما تقر به عيني، فسقاه تلك الشربة فبرأ ولم يولد له بعدها. وأمر معاوية عند ذلك بالمقصورة، وحرس الليل، وقيام الشرطة على رأسه إذا سجد.

وأما عمرو بن بكر [٥] : فجلس لعمرو تلك الليلة فلم يخرج، وكان اشتكى بطنه، فأمر خارجة بن حذافة صاحب [٦] شرطته، فخرج ليصلي، فشد عليه وهو يرى أنه ٧٢/ ب عمرو، / فضربه، فأخذه الناس وانطلقوا به إلى عمرو، فقال: من هذا؟ فقالوا: عمرو،


[١] تاريخ بغداد ١/ ٣٨.
[٢] تاريخ الطبري ٥/ ١٤٩. وهي في الأصل تتبع الصفحة ٧٢/ أمن المخطوط.
[٣] في الأصول: «أفكاكي ذلك عندك» . وما أوردناه من تاريخ الطبري.
[٤] سماه الطبري في تاريخه: «الساعدي» .
[٥] في الأصل: «عمرو بن بكير» هكذا بدون نقط.
[٦] في الأصل، وأ: «خارجة بن أبي حينه» ، والتصحيح من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>