للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفا فتعاقدوا هم وهو على قتال معاوية حتى يشترط لشيعة علي رضي الله عنه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا فِي الفتنة، فأرسل معاوية إلى قيس يذكره الله تعالى، ويقول: على طاعة من تقاتل وقد بايعني الذي أعطيته طاعتك، فأبى أن يلين له، فأرسل إليه معاوية بسجل قد ختم عليه فِي أسفله، وقَالَ: اكتب فِي هذا السجل ما شئت فهو لك، فقَالَ عمرو: لا تعطه، وقاتله، فقَالَ: على رسلك، فإنا لا نخلص إلى قتال هؤلاء حتى يقتلوا أعدادهم من أهل الشام، فما خير العيش بعد ذلك، وإني لا أقاتله حتى لا أجد بدا من قتاله، فلما بعث إليه معاوية ذلك السجل اشترط لنفسه ولشيعة علي ما أصابوا من الدماء والأموال، ولم يسأل معاوية فِي سجله مالا، وأعطاه معاوية [ما سأل] [١] ، فدخل قيس بن سعد ومن معه [فِي طاعة معاوية] [٢] .

وفِي هذه السنة غلب حمران بن أبان على البصرة [٣]

وذلك أنه لما صالح الحسن معاوية، وثب حمران على البصرة فأخذها، فبعث إليه معاوية بسر بن أرطأة، فصعد [حمران] [٤] إلى المنبر وشتم عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثم قَالَ: أنشد الله رجلا عليما أني صادق إلا صدقني، أو كاذب إلا كذبني، فقَالَ أبو بكرة:

لا نعلمك إلا كاذبا، فأمر به يخنق، فقام أبو لؤلؤة الضبي فرمى بنفسه عليه فمنعه، فأعطاه أبو بكرة- بعد ذلك مائة جريب، فقيل لأبي بكرة: ما أردت بهذا؟ فقَالَ: يناشدنا باللَّه ثم لا نصدقه، فأقام بسر بالبصرة ستة أشهر.

وفِي هذه السنة ولي معاوية بن عامر البصرة، وحرب سجستان وخراسان

وسبب ذلك أن معاوية أراد أن يوجه عتبة بن أبي سفيان على البصرة، فقَالَ له ابن عامر: إن لي بها أموالا وودائع فإن لم توجهني عليها ذهبت، فولاه البصرة فقدمها في


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.
[٣] تاريخ الطبري ٥/ ١٦٧.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>