للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «إِنَّ النَّاسَ قَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَقَدْ كَانُوا طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَإِنَّهُمَا لَخَلِيقَانِ لَهَا، أَوْ كَانَا خَلِيقَيْنِ لِذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ إِلا [فَاطِمَةَ] [١] ، فَأُوصِيكُمْ بِأُسَامَةَ خَيْرًا» /. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: [٢] وَأَخْبَرَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ [٣] ، قال: ١٢٥/ ب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: بَلَغَتِ النَّخْلَةُ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَعَمَدَ أُسَامَةُ إِلَى نَخْلَةٍ فَنَقَرَهَا وَأَخْرَجَ جُمَّارَهَا فَأَطْعَمَهَا أُمَّهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى هَذَا وَأَنْتَ تَرَى النَّخْلَةَ قَدْ بَلَغَتْ أَلْفَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي سَأَلَتْنِيهِ وَلا تَسْأَلُنِي شَيْئًا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا أَعْطَيْتُهَا.

سكن أسامة بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وادي القرى، ثم نزل المدينة فمات بالجرف، فحمل إلى المدينة.

٣٩٥- جرول بن مالك بن جؤية بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس [٤] :

وهو الحطيئة، لقب بذلك لقصره وقربه من الأرض، ويكنى أبا مليكة. وهو جاهلي إسلامي، والظاهر أنه أسلم بعد موت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه لا ذكر له فِي الصحابة ولا فِي الوفود.

وكان خبيث اللسان كثير الهجاء، هجا أباه وأمه وعمه وخاله ونفسه، فقَالَ [لأمه] [٥] :

تنحي فاقعدي مني بعيدا ... أراح الله منك العالمينا

أغربالا إذا استودعت سرا ... وكانونا لدى المتحدثينا

جزاك الله شرا من عجوز ... ولقّاك العقوق من البنينا


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من ابن سعد.
[٢] طبقات ابن سعد ٤/ ١/ ٤٩.
[٣] في الأصل: «فروة بن خالد» .
[٤] خزانة البغدادي ١/ ٤٠٩، وشرح الشواهد ١٦٣، والأغاني ٢/ ١٥٧، وفوات الوفيات ١/ ٩٩.
وجاء في بعض المراجع: «جرول بن أوس بن مالك» ، وفي البداية: «جرول بن مالك بن جرول بن مالك بن جؤية بن مخزوم بن مالك بن قطيعة بن عبد بن مليكة» .
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>