للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ستين]

فمن الحوادث فيها:

غزوة مالك بن عبيد الله سورية [١] ، ودخول جنادة بن أبي أمية رودس، وهدمه مدينتها فِي قول الواقدي.

وفِي هذه السنة: أخذ معاوية على الوفد الذين وفدوا [٢] إليه مع عبيد الله بن زياد البيعة لابنه يزيد، وعهد إلى ابنه يزيد حين مرض فيها، فقَالَ له: يا بني، إني قد كفيتك الرحلة والترحال، ووطأت لك الأشياء، وذللت لك الأعداء، وأخضعت لك أعناق العرب، وإني لأتخوف عليك أن ينازعك فِي هذا الأمر الذي اسندت لك إلا أربعة نفر من قريش: الحسين بن علي، وعَبْد اللَّهِ بن عمر، وعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، وَعَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي بكر. فأما عَبْد اللَّهِ بن عمر فرجل قد وقذته العبادة، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك. وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه، فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه، فإن له رحما ماسة وحقا عظيما وأما ابن أبي بكر فليست له همة إلا فِي النساء واللهو، فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم، وأما الذي يجثم جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب فإذا أمكنته فرصة وثب فابن الزبير، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إربا إربا [٣] .


[١] في الأصل: «صورية» .
[٢] تاريخ الطبري ٥/ ٣٢٢.
[٣] تاريخ الطبري ٥/ ٣٢٣، والمعمرين لأبي حاتم ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>