للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعزل يزيد الوليد، وبعث عثمان بن محمد بن أبي سفيان وهو حدث لم يحنكه السن، وكان لا يكاد ينظر في شيء من عمله. وبعث إلى يزيد وفدا من المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة الغسيل، والمنذر بن الزبير، فأكرمهم وأجازهم، ثم رجعوا إلى المدينة فأظهروا شتم يزيد وقالوا: قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، ويعزف بالطنابير ويلعب بالكلاب، وإنا/ نشهدكم أنا قد خلعناه.

وقال المنذر: والله لقد أجازني بمائة ألف درهم، وإنه لا يمنعني ما صنع إلي أن أصدقكم عنه، والله إنه ليشرب الخمر، وإنه ليسكر حتى يدع الصلاة. ثم بايعوا عبد الله بن حنظلة.

وفيها: حج بالناس الوليد بن عتبة، وكان العمال على البلاد في هذه السنة هم العمال فِي السنة التي قبلها، وقد ذكرناهم.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر.]

٤١٤- بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج، أبو عبد الله: [١]

أسلم لما مر به النبي صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ في طريق الهجرة.

وذلك أن رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ لما خرج من مكة إلى المدينة فانتهى إلى الغميم أتاه بريدة بن الحصيب فدعاه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إلى الإسلام هو ومن معه، وكانوا زهاء ثمانين بيتا، فصلى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء وصلوا خلفه ليلتئذ صدرا من سورة مريم، ثم قدم على رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ [المدينة] [٢] بعد أن مضت بدر وأحد فتعلم بقية السورة، وغزا معه مغازيه [٣] بعد ذلك، واستعمله على أسارى المريسيع، وأعطاه لواء يوم الفتح، وبعثه على أسلم وغفار يصدقهم، وإلى أسلم لما أراد غزوة تبوك يستنفرهم، ولم يزل مقيما بالمدينة مع رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ إلى أن توفي، فلما فتحت البصرة تحول إليها واختلط بها، ثم خرج


[١] طبقات ابن سعد ٤/ ١/ ٧٨، ٧/ ١/ ٣، ٧/ ٢/ ٩٩، والتاريخ الكبير للبخاريّ ٢/ ١/ ١٤١، والجرح والتعديل ١/ ١/ ٤٢٤، وأسد الغابة ١/ ١٧٥، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٤٦٩، والبداية والنهاية ٨/ ٢٣٤.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] في الأصل: «معونة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>