للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب وأمره أن يسير إليهم، فقال: قد كنت ضبطت لك البلاد وأحكمت الأمور، فأما الآن فإنما هي دماء قريش تهراق، فلا أحب أن أتولى ذلك.

قال: فبعثني بالكتاب إلى مسلم بن عقبة وهو شيخ كبير، فجاء حتى دخل على يزيد، فقال: اخرج وسر بالناس. فخرج مناديه فنادى: أن سيروا إلى الحجاز على أخذ أعطياتكم كملا [١] ومعونة مائة دينار توضع في يد الرجل من ساعته، فانتدب لذلك اثني عشر ألفا، وكتب يزيد إلى ابن مرجانة: أن اغز ابن [٢] الزبير، فقال: لا والله لا أجمعهما [٣] للفاسق أبدا، أقتل ابْن [بنت] [٤] رَسُول اللَّهِ صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ، وأغزو البيت.

وفصل ذلك الجيش من عند يزيد وعليهم مسلم بن عقبة، وقال له: إن حدث بك حادث [٥] فاستخلف على الجيش حصين بن نمير السكوني، وقال له: ادع القوم ثلاثا، فإن هم أجابوك وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا، فما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند، فإذا مضت الثلاث فاكفف عنهم، وانظر علي بن الحسين فاستوص به [خيرا] [٦] ، أدن مجلسه فإنه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه.

وأقبل مسلم بن عقبة بالجيش حتى إذا بلغ أهل المدينة إقباله وثبوا على من معهم من بني أمية فحصروهم [٧] في دار مروان، فقالوا: لا والله لا نكف عنكم حتى نستنزلكم، ونضرب أعناقكم، أو تعطونا عهد الله وميثاقه أن لا تبغونا غائلة، ولا تدلوا لنا على عورة، ولا تظاهروا علينا عدوا، فأعطوهم العهد على ذلك، فأخرجوهم من المدينة، فخرجوا بأثقالهم حتى لقوا مسلم بن عقبة بوادي القرى، فدعا بعمرو بن عثمان وقال له: أخبرني ما وراءك، وأشر علي، قال: لا أستطيع أن أخبرك/ شيئا،


[١] أي: كاملا، هكذا يتكلم به في الجميع والوحدان سواء، ولا يثنى ولا يجمع، وليس بمصدر ولا نعت، إنما كقولك أعطيته كله.
[٢] في الأصل: «أن أعزوا ابن الزبير، وما أوردناه من الطبري.
[٣] في الأصل: «أجمعها» . وما أوردناه من الطبري.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من الطبري.
[٥] كذا في الأصل، وفي الطبري: «إن حدث بك حدث» .
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من الطبري.
[٧] في الأصل: «وهم محصورون» . وما أوردناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>