للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهُ أمره بعث عبيد الله بن زياد إلى العراق، وجعل له ما غلب عليه، وأمره أن ينهب الكوفة إذا ظفر بأهلها ثلاثا.

فمر بأرض الجزيرة فاحتبس بها وبقتال أهلها عن العراق نحوا من سنة، ثم أقبل إلى الموصل، فكتب عبد الرحمن بن سعيد عامل المختار على الموصل إلى المختار:

أما بعد، فإني أخبرك أيها الأمير أن عبيد الله بن زياد قد دخل إلى أرض الموصل، وقد وجه خيله قبلي ورجاله، وأني انحزت إلى تكريت حتى يأتيني أمرك.

فكتب إليه المختار: أصبت فلا تبرح من مكانك حتى يأتيك أمري، ثم قال ليزيد بن أنس: اذهب إلى الموصل فإني ممدك بالرجال. فقال: سرح معي ثلاثة آلاف [فارس] [١] أنتخبهم، فإن احتجت إلى الرجال فسأكتب إليك. قال [المختار] : فانتخب من أحببت [٢] . فانتخب ثلاثة آلاف فارس.

ثم فصل من الكوفة [٣] ، فخرج معه المختار يشيعه، وقال له: إذا لقيت عدوك فلا تناظرهم، وإذا أمكنتك الفرصة فلا تؤخرها، وليكن خبرك في كل يوم عندي، وإن احتجت [٤] إلى مدد فاكتب إلي، مع أني ممدك ولو لم تستمد. فقال يزيد: وأيم الله لئن لقيتهم ففاتني النصر لا تفوتني الشهادة. فكتب المختار إلى عبد الرحمن بن سعيد: أما بعد، فخل بين يزيد وبين البلاد، والسلام عليكم.

فسار حتى أتى أرض الموصل، فسأل عبيد الله بن زياد عن عدة أصحاب يزيد، فقيل: خرج مع ثلاثة آلاف، فقال: أنا أبعث إلى كل ألف ألفين.

فمرض يزيد فقال: إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي، فإن هلك فأميركم عبد الله بن ضمرة العذري، / فإن هلك فأميركم سعر بن أبي سعر [٥] الحنفي. ثم قال: قدموني وقاتلوا وقاتلوا عني. فأخرجوه في يوم عرفة سنة ست وستين، فجعل يقول:


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] «أنتخبهم فإن احتجت.... فانتخب من أحببت» العبارة ساقطة من ت.
[٣] في الأصل: «ثم فصل عن الكوفة» .
[٤] في ت: «وإذا احتجت» .
[٥] في ت: «ابن أبي سعير» .

<<  <  ج: ص:  >  >>