للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معه جندا بفارس أجري عليهم أرزاقهم وأمده بالرجال، فقطعت الخوارج أرضه، والله لو قاتلهم لكان عندي أعذر.

وجاءت للخوارج عيونهم بأن عمر في آثارهم، وأن مصعبا قد خرج من البصرة إليهم، فذهبوا إلى المدائن فشنوا الغارة على أهلها، يقتلون الولدان والنساء والرجال ويبقرون الحبالى. وأقبلوا إلى ساباط فوضعوا أسيافهم في الناس، ثم تبعهم الناس وقاتلوهم وقتل أميرهم، فانحازوا إلى قطري فبايعوه، فذهب/ بهم إلى ناحية كرمان، فأقام بها حتى اجتمعت إليه جموع كثيرة وقوي، ثم أقبل حتى أخذ في أرض أصبهان، ثم خرج إلى الأهواز، وكتب للحارث بن أبي ربيعة وهو عامل مصعب على البصرة يخبره أن الخوارج قد انحدرت إلى الأهواز وأنه ليس لهذا الأمر إلا المهلب، فبعث إلى المهلب فأمره بقتال الخوارج والمصير إليهم، وبعث إلى عامله إبراهيم بن الأشتر، فجاء المهلب إلى البصرة وانتخب الناس، وسار بمن أحب، ثم توجه نحو الخوارج، وأقبلوا إليه حتى التقوا بسولاف، فاقتتلوا بها ثمانية أشهر أشد القتال.

[وفي هذه السنة كان القحط الشديد بالشام [١]]

ولم يقدروا لشدته على الغزو، وشتى عبد الملك بأرض قنسرين ثم انصرف منها إلى دمشق.

[وفي هذه السنة وافت عرفات أربعة ألوية [٢]]

ابن الحنفية في أصحابه في لواء أقام عند جبل المشاة، وعبد الله بن الزبير في لواء، فقام مقام [٣] الإمام اليوم، ثم تقدم ابن الحنفية بأصحابه حتى وقفوا حذاء ابن الزبير، ونجدة الحروري قام خلفهما في لواء بني أمية يسارهما. فكان أول من أفاض


[١] تاريخ الطبري ٦/ ١٢٧، والبداية والنهاية ٨/ ٣١٦.
[٢] تاريخ الطبري ٦/ ١٣٨، والبداية والنهاية ٨/ ٣١٧.
[٣] في الأصول: «قام مقام» ، وما أوردناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>