للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحب ألا يزوج [١] ابنه إلى غريبة [٢] ، فانصرف قيس وقد ساءه ما خاطبه به أبوه، فأتى أمه فشكى إليها واستعان بها على أبيه، فلم يجد/ عندها ما يحب. فأتى الحسين [٣] بن علي رضي الله عنهما وابن أبي عتيق، وكان صديقه، فشكى إليهما ما به وما رد عليه أبواه، فقال له الحسين [٣] : أنا أكفيك، فمشى معه إلى أبي لبنى، فلما بصر به أعظمه ووثب إليه وقال: يا ابن رسول الله، ما حاجتك [٤] ؟ قال: إن الذي جئت فيه يوجب قصدك، قد جئتك خاطبا ابنتك لبنى لقيس بن ذريح، فقال: يا ابن رسول الله، ما كنا لنعصي لك أمرا، وما بنا عن الفتى رغبة، ولكن أحب الأمرين إلينا أن يخطبها ذريح أبوه عليه، وأن يكون ذلك عن أمره، فإنا نخاف إن لم يسمح أبوه [٥] في هذا أن يكون عارا علينا [٦] ، فأتى الحسين [٧] ذريحا [٨] وقومه مجتمعون، فقاموا إليه إعظاما وقالوا له مثل الخزاعيين، فقال لذريح: أقسمت عليك إلا ما خطبت لبنى على قيس، فقال: السمع والطاعة لأمرك، فخرج معه في وجوه قومه حتى أتوا حي لبني، فخطبها ذريح على ابنه إلى أبيها، فزوجه إياها، وزفت عليه، فأقام معها مدة، وكان أبر الناس بأمه [٩] ، فألهته لبنى وعكوفه عليها عن بعض ذلك، فوجدت أمه وأخذت في نفسها، وقالت: لقد شغلت هذه المرأة ابني عن بري.

ومرض قيس، فقالت أمه لأبيه: لقد خشيت أن يموت ولم يترك خلفا وقد حرم الولد من هذه المرأة، وأنت ذو مال فيصير مالك إلى الكلالة، فزوجه غيرها لعل الله أن يرزقه ولدا، وألحت عليه في ذلك، فلما اجتمع قومه دعاه فقال: يا قيس، إنك اعتللت


[١] في الأغاني: «ألا يخرج ابنه» .
[٢] في الأصل: «غريب» .
[٣] في الأصل: «الحسن» . خطأ.
[٤] في الأغاني: «ما جاء بك» .
[٥] في الأغاني: «لم يسع أبوه» .
[٦] في الأغاني: «عارا وسبة» .
[٧] في الأصل: «الحسين» .
[٨] في الأصل: «ذريحا وأبوه» . وحذفنا «أبوه» ، لأن المقصود أبو قيس.
[٩] في الأصل: «أبيه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>