للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاذ، وهو أحد بني جعدة بن كعب بن عامر بن صعصعة، وقيل: هو من بني عقيل بن كعب بن سعد. وقد أنكر قوم وجوده وليس بشيء لأن العمل على المثبت [١] .

وأما ليلى فهي بنت مهدي، وقيل: بنت ورد من بني ربيعة. وتكنى أم مالك، وكانت من أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن جسما وعقلا وأدبا وشكلا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن محمد البخاري، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال أخبرنا ابن حيوية، قَالَ: حدثنا محمد بن خلف، قَالَ: أخبرني أبو محمد البلخي، قال: أخبرني عبد العزيز، عن أبيه، عن ابن [٢] دأب، قال: حدثني رجل من بني عامر بن صعصعة يقال له: رباح [٣] ، قال:

كان في بني عامر جارية من أجمل النساء، لها عقل وأدب يقال لها ليلى بنت مهدي، فبلغ المجنون خبرها وما هي عليه من الجمال والعقل، وكان صبا بمحادثة النساء، فعمد إلى أحسن ثيابه فلبسها وتهيأ، فلما جلس إليها وتحدث بين يديها أعجبته ووقعت بقلبه، فظل يومه ذلك يحدثها وتحدثه حتى أمسى، فانصرف إلى أهله بأطول ليلة حتى إذا أصبح مضى إليها فلم يزل عندها حتى أمسى ثم انصرف، فبات بأطول من ليلته الأولى، وجهد/ أن يغمض فلم يقدر على ذلك، فأنشأ يقول:

نهاري نهار الناس حتى إذا بدا ... لي الليل هزتني إليك المضاجع

أقضي نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني والهم بالليل جامع

فوقع في قلبها مثل الذي وقع في قلبه لها، فجاء يوما يحدثها، فجعلت تعرض عنه وتقبل على غيره، تريد أن تمتحنه وتعليم ما لها في قلبه، فلما رأى ذلك منها اشتد عليه وجزع، فلما خافت عليه أقبلت عليه وقالت:

كلانا مظهر للناس بغضا ... وكل عند صاحبه مكين

فسرى عنه، وقالت: إنما أردت أن أمتحنك، والذي لك عندي أكثر من الّذي لي


[١] راجع اختلاف الرواة في وجود قيس وجنونه في الأغاني ٢/ ٤.
[٢] في الأصل: «عن أبيه بن دأب» . وما أوردناه من ت.
[٣] الخبر في الأغاني عن ابن دأب، عن رباح بن حبيب العامري، دون ذكر ما بينهما ٢/ ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>