للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفي هذه السنة هلك قطري، وعبد رب الكبير، وعبيدة بن هلال ومن كان معهم من الأزارقة [١] .]

وقيل: بل كان/ هلاكهم في سنة ثمان وسبعين. وسبب هلاكهم أنهم لما اختلفوا، وتوجه قطري إلى طبرستان، ووجه الحجاج جيشا مع سفيان بن الأبرد، فاتبعهم، فلحق قطريا في شعاب طبرستان، فقاتلوه فتفرق عنه أصحابه، ووقع عن دابته في أسفل الشعب فتدهدى إلى أسفله [٢] . فأتاه علج من أهل البلد، فقال له قطري:

أسقني ماء، فقال: أعطني شيئا حتى أسقيك، قال: ويحك، والله ما معي إلا ما ترى من سلاحي، فأشرف العلج عليه وحدر عليه حجرا عظيما فأصاب إحدى وركيه فأوهنه، وصاح بالناس، فأقبلوا فقتلوه.

فبعث سفيان برأسه مع أبي جهم [٣] بن كنانة الكلبي إلى الحجاج، ثم أتى به عبد الملك، ثم إن سفيان أقبل إلى عسكر عبيدة بن هلال وقد تحصن في قصر بقومس فأحاط به وبأصحابه، فجهدوا حتى أكلوا دوابهم، ثم خرجوا فقاتلوه فقتلهم، وبعث برءوسهم إلى الحجاج.

وفي هذه السنة عبر أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد النهر، نهر بلخ، فحوصر حتى جهد هو وأصحابه، ثم نجوا بعد أن أشرفوا على الهلاك، فانصرفوا إلى مرو.

وفي هذه السنة غزا الصائفة الوليد بن عبد الملك.

وفيها: حج بالناس أبان بن عثمان بن عفان، وهو أمير على المدينة، وكان على خراسان أميه بن عبد الله، وعلى الكوفة والبصرة الحجاج.


[١] تاريخ الطبري ٦/ ٣٠٨.
[٢] في ت: «ووقع دابته في أعلى الشعب فتدهده إلى أسفله» .
[٣] في تاريخ الطبري: «مع أبي الجهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>