للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه منبرا فيخطب عليه، ففعلوا، فدخل فخطب [وصلى] [١] فقال: لست ببارح [فاخرجوا] ، وجاءوه بالأصنام فأحرقها، فوجدوا من بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب والفضة خمسين ألف مثقال، ودخل المسلمون مدينة سمرقند فصالحوهم. ثم ارتحل قتيبة راجعا إلى مرو، واستخلف على سمرقند عبد الرحمن بن مسلم، وخلف عنده جندا كثيفا وآلة من آلات الحرب كثيرة.

[وفي هذه السنة عزل موسى بن نصير طارق بن زياد عن الأندلس.]

فلقيه موسى في عشرة آلاف فترضى طارقا فرضي عنه ووجهه إلى طليطلة- وهي من عظام مدائن الأندلس- وهي من قرطبة على عشرين يوما- فأصاب فيها مائدة سليمان بن داود عليه السلام، وفيها من الذهب والجوهر ما الله به أعلم [٢] .

وفيها أجدب أهل أفريقية جدبا شديدا.

فخرج موسى بن نصير فاستسقى بالناس، ودعا وخطب، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين، فقال: ليس هذا موضع ذلك [٣] ، فسقوا سقيا كفاهم حينا.

[وفي هذه السنة ضرب عمر بن عبد العزيز خبيب بن عبد الله بن الزبير بن العوام خمسين سوطا.]

وقيل: مائة سوط عن أمر الوليد بن عبد الملك بذلك، وصب على رأسه قربة ماء بارد في يوم شات، ووقفه على باب المسجد [٤] ، فمكث يوما ومات.

وكان السبب أن خبيبا حدث عن رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ أنه قال: «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دولا» . أنبأنا الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس، قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سليمان بن داود


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] في ت: «ما الله به عليم» .
[٣] في الأصل: «ليس هنا موضع ذاك» . وما أوردناه من ت.
[٤] في الأصل: «ماء بارد ووقفه في يوم شات على باب المسجد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>