للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: دامت الزلازل أربعين يوما، وشمل الهدم الأبنية الشاهقة، وتهدمت دور مدينة أنطاكية.

[وفي هذه السنة قتل الحجاج سعيد بن جبير [١]]

وكان سبب ذلك خروجه عليه مع من خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث، وكان الحجاج قد جعل سعيد بن جبير على عطاء الجند حين وجه عبد الرحمن إلى رتبيل لقتاله، فلما خلع عبد الرحمن الحجاج خلعه معه سعيد بن جبير، فلما هزم عبد الرحمن وهرب إلى بلاد رتبيل هرب سعيد إلى أصفهان، فكتب الحجاج إلى واليها: أن خذه وكان الوالي يتحرج، فأرسل إلى سعيد أن أخرج وتنح عنا، فتنحى إلى أذربيجان، ثم خرج إلى مكة فأقام بها. وكان أناس ممن فعل مثله [٢] يستخفون فلا يخبرون بأسمائهم.

وكتب الحجاج إلى الوليد: إن أهل الشقاق والنفاق قد لجئوا إلى مكة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فيهم. فكتب إلى خالد بن عبد الله القسري، فأخذ عطاء، وسعيد بن جبير، ومجاهدًا، وطلق بن حبيب، وعمرو بن دينار. فأرسل عطاء وعمرو بن/ دينار لأنهما مكيان، وبعث بالآخرين إلى الحجاج، فمات طلق في الطريق، وحبس مجاهد حتى مات الحجاج، وقتل سعيد.

واختلفوا فيمن أقام الحج للناس في هذه السنة، [٣] فقال أبو معشر: مسلمة بن عبد الملك. وقال الواقدي: عبد العزيز بن الوليد، وكان العامل على المدينة عثمان بن حيان، وعلى الكوفة زياد بن جرير، وعلى قضائها أبو بكر بن موسى، وعلى البصرة الجراح بن عبد الله وعلى قضائها عبد الرحمن بن أذينة، وعلى خراسان قتيبة، وعلى مصر قرة بن شريك، وكان العراق والمشرق كله إلى الحجاج.


[١] تاريخ الطبري ٦/ ٤٨٧.
[٢] في ت: «وكان أناس من حزبه» وفي الطبري ٦/ ٤٨٨: «من ضربه» .
[٣] في الأصل: «فيمن حج بالناس في هذه السنة» وما أوردناه من ت والطبري ٦/ ٤٩١.
وفي مروج الذهب ٤/ ٤٩٩: «حج بالناس مسلمة بْن عبد الملك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>