للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعقد عبد الحميد لمحمد بن جرير بن عبد الله البجلي في ألفين من أهل الكوفة وأمره بما أمر به عمر، وكتب عمر إلى بسطام يدعوه ويسأله عن مخرجه، فقدم كتاب عمر عليه [١] ، وفيه:

بسم الله الرحمن الرحيم. إنه بلغني أنك خرجت غضبا للَّه عز وجل ولنبيه صلى الله عليه وسلم، ولست بأولى بذلك مني، فهلم أناظرك، فإن كان الحق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس، وإن كان في يدك نظرنا في أمرك.

فلم يحرك بسطام شيئا، وكتب إلى عمر: قد أنصفت، وقد بعثت إليك برجلين يناظرانك [٢] ، فدخلا عليه فقالا: أخبرنا عن يزيد لم تعده خليفة بعدك؟ قال: صيره غيري، قالا: أفرأيت لو وليت مالا لغيرك، ثم وكلته إلى غير مأمون عليه، أتراك كنت أديت الأمانة إلى من ائتمنك؟ فقال: أنظراني ثلاثا، فخرجا من عنده، وخاف بنو مروان أن يخرج ما في أيديهم من الأموال، وأن يخلع يزيدا، فدسوا إليه من سقاه سما، فلم يلبث بعد خروجهما إلا ثلاثا حتى مات رضى الله عنه.

[وفي هذه السنة أغزى عمر الوليد بن هشام المعيطي، وعمرو بن قيس الكندي من أهل حمص الصائفة]

أَخْبَرَنَا المبارك بْن علي الصيرفي، قَالَ: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الحيري، قالت: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الحسين بْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن خالد الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن المغيرة، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْر بْن بكار، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد الله بن عبد العزيز، قال:

أخبرني ابن العلاء- أحسبه أبا عمرو بن العلاء، أو أخاه- عن جويرية عن إسماعيل بن أبي حكيم، قال:

بعثني عمر بن عبد العزيز حين ولي في الفداء، فبينا أنا أجول في القسطنطينية إذ سمعت صوتا يغني وهو يقول:

أرقت وغاب عني من يلوم ... ولكن لم أنم أنا والهموم


[١] في الأصل: «كتاب عمر إليه» ، وما أوردناه من ت والطبري.
[٢] في الطبري: «قال أبو عبيدة: أحد الرجلين ممزوج مولى بني شيبان، والآخر من صليبة بني يشكر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>