للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عز وجل فقد جاءته الشهادة، ومن كان إنما خرج للدنيا [١] فقد ذهبت الدنيا منه.

فكسروا أغماد سيوفهم وحملوا فكشفوا سعيدا وأصحابه مرارا حتى خافوا الفضيحة، ثم حملوا على الخوارج فطحنوهم وقتلوا شوذب.

وفي هذه السنة لحق يزيد بن المهلب بالبصرة فغلب عليها وخلع يزيد بن عبد الملك وأخذ عامله عدي بن أرطأة فحبسه [٢]

قد ذكرنا أن يزيد بن المهلب هرب من حبس عمر، فلما بويع يزيد كتب إلى عبد الحميد يأمره بطلب يزيد بن المهلب، وكتب إلى عدي بن أرطأة يأمره أن يأخذ من كان في البصرة من أهل بيته، فأخذهم وفيهم المفضل [٣] ، وحبيب، ومروان، والمهلب، وبعث عبد الحميد هشام بن مساحق في طلب يزيد، فقال له: أجيئك به أسيرا أم آتيك برأسه؟ فقال: أي [٤] ذلك شئت، فنزل هشام بالعذيب، فمر بهم يزيد فاتقوا الإقدام عليه، فمضى نحو البصرة، فنزل داره واختلف الناس إليه، وبعث إلى عدي بن أرطأة: ادفع إلي إخوتي وأنا أخليك والبصرة حتى آخذ لنفسي ما أحب من يزيد بن عبد الملك. فلم يقبل [منه] [٥] ، وكان يزيد بن المهلب يعطي الناس المال، فمالوا إليه، وخرج حميد بن عبد الملك بن المهلب إلى يزيد بن عبد الملك، فبعث معه خالد بن عبد الله القسري وعمر بن يزيد [٦] الحكمي بأمان يزيد بن المهلب وأهل بيته، وخرج يزيد بن المهلب حين اجتمع إليه الناس حتى نزل جبانة بني يشكر، فخرج إليه عدي فاقتتلوا فهزم أصحاب يزيد، وجاء يزيد فنزل دار سلم [٧] بن زياد وأخذ عديا فحبسه، وهرب رءوس أهل البصرة، فمنهم من لحق عبد الحميد بالكوفة، ومنهم من لحق بالشام.


[١] في الأصل: «ومن كان خروجه للدنيا» . وما أوردناه من ت والطبري.
[٢] تاريخ الطبري ٦/ ٥٧٨.
[٣] في ت: «قد ذكرنا أن عمر بن عبد العزيز حبس يزيد بن المهلب، فكتب إلى عدي بن أرطأة يأمره أن يأخذ من كان في البصرة من أهل بيته فأخذهم وفيهم المفضل» . وفي الأصل «الفضل» .
[٤] في الأصل: «أنى» . والتصحيح من ت، والطبري.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٦] في الأصل: «عمر بن مرثد» . والتصحيح من ت، والطبري.
[٧] في الأصل: «سالم» والتصحيح من ت والطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>