للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولحقت عبل، وَهُوَ عبل بْن عوص بْن آدَم صنعاء قبل أَن تسمى صنعاء، ثُمَّ انحدر بَعْضهم إِلَى يثرب فأخرجوا منها عبل فنزلوا موضع الجحفة، فأقبل سيل فاحتجفهم، فَذَهَبَ بهم فسميت الحجفة.

ولحقت ثمود بالحجر، ولحقت طسم وجديس باليمامة، ولحقت بنو يقطن بْن عامر باليمن فسميت اليمن حيث تيامنوا إِلَيْهَا. ولحق قوم من بَنِي كنعان بالشام فسميت الشام حيث تشاموا، وكانت الشام يقال لَهَا أرض كنعان [١] .

وكانت العماليق فِي بلدان شتى، وَكَانَ مِنْهُم بالمشرق إِلَى عمان، وبالبحرين طائفة، وكان بالشام ومصر ومكة والمدينة والحجاز ونجد مِنْهُم طائفة. والطائفة الَّتِي كانت مِنْهُم بالشام يقال لَهُمْ «الكنعانيون» وكانوا أَصْحَاب أوثان يعبدُونَها، وَهُمُ الجبابرة المعروفون.

والطائفة الَّتِي كانت [٢] بمصر يقال لَهُمْ «الفراعنة» ، وَمِنْهُم فرعون يُوسُف، وَكَانَ اسمه الريان بْن الْوَلِيد، وفرعون موسى وَكَانَ اسمه وائل بْن مُصْعَب.

وَكَانَ بمكة أَيْضًا طائفة مِنْهُم، وَكَانَ سيدهم بَكْر بْن مُعَاوِيَة، وَهُوَ الَّذِي نزل عَلَيْهِ وفد عاد حِينَ ذهبوا يستسقون لعاد، وَكَانَ مُعَاوِيَة هَذَا نازلا بظاهر مَكَّة خارجا من الحرم، وَكَانَ يتخذ مِنْهُم ناس يقال لَهُمْ: «بديل وراجل» . فكان بالمدينة مِنْهُم بنو حف وسعد بْن هزان وبنو مطر وبنو الأرزن، وَكَانَ ملك الحجاز مِنْهُم الْمَلِك الَّذِي يدعى الأرقم، وَكَانَ منزله تيماء، وكانت منازلهم المدينة إِلَى تيماء وإلى فدك.

ومن الأحداث الَّتِي كانت بَعْد نوح عُبَادَة الأصنام:

رَوَى الْبُخَارِي فِي أفراده من حَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر أسماء قوم صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشَّيْطَان إِلَى قومهم أَن انصبوا في مجالسهم أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد حَتَّى هلك أولئك، ونسخ العلم فعبدت، وصارت تلك الأوثان فِي العرب بَعْد. أما ود فكان لكلب بدومة الجندل، وَأَمَّا سواع فكان لهذيل، وَأَمَّا يغوث فكان لمراد بَنِي غطيف بالجرف، وَأَمَّا


[١] إلى هنا الخبر في تاريخ الطبري ١/ ٢٠٨، ٢٠٩. وراجع مرآة الزمان ١/ ٢٤٦.
[٢] في الأصل: كان، والتغيير لاستقامة المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>