للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما اجتمع يزيد بن المهلب ومسلمة أقاما ثمانية أيام حتى إذا كان يوم الجمعة لأربع عشرة مضت من صفر عبأ مسلمة جنود الشام، ثم ازدلف بهم نحو يزيد، [وبعث مسلمة فأحرق الجسر فانهزم أصحاب يزيد] [١] وتسللوا وهو يزدلف، فكلما مر بخيل كشفها، فجاءه أبو رؤبة فقال له [٢] : هل لك أن تنصرف إلى واسط فإنها حصن فتنزلها ويأتيك مدد أهل البصرة وأهل عمان والبحرين في السفن، وتضرب خندقا، فقال: قبح الله رأيك، إلي تقول هذا؟ إن الموت أيسر علي من ذلك، وبرز فقتل وقتل أخوه [محمد] [٣] ، فبعث برأسه إلى يزيد بن عبد الملك، فلما بلغ خبر الهزيمة إلى واسط أخرج معاوية بن يزيد بن المهلب اثنين وثلاثين أسيرا كانوا عنده، فضرب أعناقهم، منهم عدي بن أرطأة.

ثم أقبل حتى أتى البصرة [٤] ومعه المال والخزائن، وجاء المفضل بن المهلب، واجتمع جميع أهل المهلب بالبصرة، فحملوا عيالاتهم وأموالهم في السفن البحرية، ثم لججوا [٥] في البحر، ومضوا إلى قندابيل، ورجع قوم فطلبوا الأمان، وبعث مسلمة في آثارهم هلالا التميمي، فلحقهم بقندابيل، ومنعهم قندابيل الدخول، فالتقوا فقتلوا عن آخرهم سوى رجلين، ولما فرغ مسلمة من حرب يزيد بن المهلب جمع له يزيد بن عبد الملك ولاية الكوفة والبصرة وخراسان في هذه السنة.

وفيها: [٦] غزا المسلمون الصغد [٧] والترك، وكانت الوقعة بينهم بقصر الباهلي [٨] .

وفيها: عزل مسلمة بن عبد الملك عن العراق وخراسان، وانصرف إلى الشام.

وكان سبب ذلك أنه لما ولي أرض العراق وخراسان لم يرفع شيئا من الخراج،


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] الخبر في الطبري ٦/ ٥٩٦.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٤] تاريخ الطبري ٦/ ٦٠٠.
[٥] في الأصل: «ححوا» . وما أوردناه من ت والطبري.
[٦] في ت: «وفي هذه السنة» .
[٧] كذا في الأصلين وهو الصحيح، وفي الطبري: «السغد» .
[٨] تاريخ الطبري ٦/ ٦٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>