للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة [١] : أكتب إلي بسنن الحج، فكتبها له وتلقاه، فلما صلى هشام في الحجر كلمه إبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال له: أسألك باللَّه وبحرمة هذا البيت والبلد الذي خرجت معظما لحقه إلا رددت عليّ ضلامتي، قال: وأي ظلامة؟ قال: داري، قال:

فأين كنت عن عبد الملك؟ قال: ظلمني والله، قال: فعن الوليد؟ قال: ظلمني والله، قال: فعن سليمان؟ قال: ظلمني والله، قال: فعن عمر؟ قال: يرحمه الله ردها والله علي، قال: فعن يزيد؟ قال: ظلمني والله، هو قبضها من بعد قبضي لها، وهي في يديك، قال: والله لو كان فيك ضرب لضربت، فقال: في والله ضرب بالسيف والسوط، فقال هشام: هذه قريش وألسنتها ولا يزال في الناس بقايا ما رأيت مثل هذا.

ولما دخل هشام المدينة صلى على سالم بن عبد الله، فرأى كثرة الناس فضرب عليهم بعث أربعة آلاف، فسمي عام الأربعة آلاف [٢] .

وكان العامل على مكة والمدينة والطائف إبراهيم بن هشام، وعلى العراق وخراسان خالد القسري، واستعمل على صلاة البصرة عقبة بن عبد الأعلى، وعلى الشرطة مالك بن المنذر بن الجارود، وعلى قضائها ثمامة بن عبد الله بن أنس، وعلى خراسان أخاه أسد بْن عَبْد اللَّه.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٥٨٣- سالم بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب، أبو عمر [٣] :

روى عن أبيه، وأبي أيوب، وأبي هريرة. وكان فقيها عابدا جوادا صالحا، وكان أشبه أولاد أبيه به، وكان أبوه شديد المحبة له فإذا ليم على ذلك أنشد:

يلومونني في سالم وألومهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم [٤]


[١] الخبر في تاريخ الطبري ٧/ ٣٥، ٣٦.
[٢] في الأصل: «أربعة آلاف» . وما أوردناه من ت.
[٣] طبقات ابن سعد ٥/ ١٤٤، وطبقات خليفة ٢٤٦، والتاريخ الكبير ٤/ ٢١٥٥، والمعارف ١٨٦، والجرح والتعديل ٤/ ٧٩٧، وحلية الأولياء ٢/ ١٩٣، وتهذيب ابن عساكر ٦/ ٥٢، ووفيات الأعيان ٢/ ٣٤٩، وتاريخ الإسلام ٤/ ١١٥، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٤٥٧، وتذكرة الحفاظ ١/ ٨٨، وتهذيب التهذيب ٣/ ٤٣٦، وشذرات الذهب ١/ ١٣٣.
[٤] طبقات ابن سعد ٥/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>