للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الملك بن دثار الباهلي، وتولى أشرس صغير الأمور وكبيرها بنفسه.

وفي هذه السنة: حج بالناس إِبْرَاهِيم بْن هشام، فخطب بمنى من غد يوم النحر بعد الظهر وقال: سلوني فما تسألون أحدا أعلم مني، فقام [إليه] [١] رجل من أهل العراق فسأله عن الأضحية أواجبة هي؟ فما علم ما يقول، فنزل. وكان العامل على المدينة ومكة والطائف. وكان على البصرة والكوفة خالد بن عبد الله، وعلى الصلاة بالبصرة أبان بن ضبارة، وعلى شرطتها بلال بن أبي بردة، وعلى قضائها ثمامة بن عبد الله الأنصاري من قبل خالد بن عبد الله، وعلى خراسان أشرس بن عبد الله السلمي.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٥٩٩- عبد الرحمن بن أبي عمار العابد نزيل مكة:

أَخْبَرَنَا المبارك بْن عَلي الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن محمد العلاف، قال:

أخبرنا عبد الملك بن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن جعفر الخرائطي، قال: حدثنا أبو يوسف الزهري، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال:

كان عبد الرحمن بن أبي عمار من بني جشم ينزل بمكة، وكان من عباد أهلها، فسمي القس من عبادته، فمر ذات يوم بسلامة وهي تغني، فوقف فسمع غناها فرآه مولاها، فدعاه إلى أن يدخله عليها، فأبى ذلك فقال له: فاقعد في مكان تسمع غناها ولا تراها، ففعل فغنت فأعجبته، فقال له مولاها: هل لك أن أحولها إليك، فامتنع بعض الامتناع ثم أجابه إلى ذلك، فنظر إليها فأعجبته فشغف بها وشغفت به، وكان طريفا فقال فيها:

أم سلام لو وجدت من الوجد ... غير الذي بكم أنا لاقي

أم سلام أنت همي وشغلي ... والعزيز المهيمن الخلاق

أم سلام ما ذكرتك إلا ... شرقت بالدموع مني المآقي

قال: وعلم بذلك أهل مكة فسموها سلام القس، فقالت له يوما: أنا والله أحبك،


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>