للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنبأنا علي بن عبيد الله، قَالَ: أنبأنا أبو الحسين بن المهدي، قال: أنبأنا ابن المأمون، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بْن الأنباري، قال: حدثنا الكديمي، قال: حدثنا عبد الله بن سوار، قال:

أولاد الفرزدق لبطة وسبطة وحبطة والحنطبا قال أبو علي الحرمازي [١] : كانت النوار وهي بنت أعين بن ضبيعة [٢] المجاشعي، وكان قد وجهه علي بن أبي طالب إلى البصرة أيام الحكمين، فقتله الخوارج غيلة، فخطب ابنته النوار رجل من قريش، فبعثت إلى الفرزدق، وكانت بنت عمه، فقالت: أنت ابن عمي وأولى الناس بي وبتزويجي، فزوجني من هذا الرجل، قال: لا أفعل أو تشهدي أنك قد رضيت بمن زوجتك، ففعلت. فلما اجتمع الناس حمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد علمتم أن النوار قد ولتني أمرها، وأشهدكم أني قد زوجتها من نفسي على مائة ناقة حمراء سود الحدق، فنفرت من ذلك واستعدت عليه ابن الزبير فقال له: وفها صداقها، ففعل ودفعها إليه، فجاء بها إلى البصرة وقد أحبلها، ومكثت عنده زمانا ترضى عنه أحيانا وتخاصمه أحيانا، ثم لم تزل به حتى طلقها وشرط ألا تبرح منزله ولا تتزوج بعده، وأشهد على طلاقها الحسن، ثم قال: يا أبا سعيد قد ندمت، فقال: إني والله لأظن [٣] أن دمك يترقرق، والله لئن رجعت لنرجمنك بأحجارك، فمضى وهو يقول:

ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار

فلو أني ملكت يدي وقلبي ... لكان علي للقدر الخيار

وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار

وكنت كفاقئ عينيه عمدا ... فأصبح ما يضيء له النهار

وحكى الفرزدق قال [٤] : رأيت أثر دواب قد خرجت ناحية البرية، فظننت أن قوما خرجوا لنزهة فتبعتهم، فإذا نسوة مستنقعات في غدير، فقلت: لم أر كاليوم [٥] ، ولا يوم


[١] في الأصل: «الحزماري» . وما أوردناه من ت والأغاني. والخير في الأغاني ٢١/ ٢٩٠.
[٢] كذا في الأصلين، وفي الأغاني: «صعصعة» .
[٣] في الأصل: «إني والله أظن أن» . وما أوردناه من ت.
[٤] الخبر في الأغاني ٢١/ ٣٤٢، وما بعدها.
[٥] في الأصل: «إن كاليوم» . كذا بدون نقط، وما أوردناه من ت والأغاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>