للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرى رأي المرجئة، ثم عاد الحارث لمحاربة عاصم، فكتب عاصم بينه وبينه كتابا على أن ينزل الحارث أي كور خراسان شاء، وعلى أن يكتبوا جميعا إلى هشام يسألونه كتاب الله وسنة نبيه، فإن أبى أجمعوا أمرهم جميعا عليه، فأشار بعض الناس بمحو هذه الصحيفة، ثم عادوا إلى القتال.

وفي هذه السنة: حج بالناس الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وهو ولي عهده، وكانت عمال الأمصار في هذه السنة الذين كانوا في الذي قبلها إلا ما كان من خراسان، فإن عاملها كان عاصم بن عبد الله الهلالي.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٦١٧- حمزة بن بيض الحنفي [١] :

شاعر مجيد. قال المأمون للنضر بن شميل: أي بيت أطيب؟ قال: قول حمزة بن بيض:

تقول لي والعيون هاجعة ... أقم علينا يوما فلم أقم

أي الوجوه انتجعت قلت لها ... وأي وجه إلا إلى الحكم

متى تقل حاجبا سرادقه ... هذا ابن بيض بالباب يبتسم

انقطع إلى المهلب بن أبي صفرة، ثم إلى ولده، ثم إلى أبان بن الوليد، ثم إلى بلال بن أبي برزة، واكتسب بالشعر مالا عظيما، مدح مخلد بن يزيد بن المهلب، وهو يخلف أباه على خراسان، فأعطاه مائة ألف درهم، ودخل على يزيد بن المهلب السجن، فأنشده:

أغلق دون السماح والجود والنجدة ... باب حديد مفتاحه أشب [٢]

يرون سبق الجواد في مهل ... وقصرت دون سعيك الرتب

فقال: يا حمزة، أسأت إذ نوهت باسمي في غير وقت تنويه، ثم رمى إليه بحزمة مصرورة وعليه صاحب خبر واقف. وقال: خذ هذا الدينار، فو الله ما أملك غيره. فأخذه


[١] في الأصل: «حمزة بن نبض» . خطأ. فوات الوفيات ١/ ١٤٧، وإرشاد الأريب.
[٢] في الأصل: «باب حديدة أشب» . خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>