للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، ثم تزوجها مصعب بن الزبير ومهرها ألف ألف درهم، وحملها إليه أخوها علي بن الحسين، فأعطاه أربعين ألف دينار، فولدت له الرباب، فكانت تلبسها اللؤلؤ وتقول: ما ألبسها إياه إلا لتفضحه. وخطبها عبد الملك بن مروان فقالت أمها: لا والله، لا تتزوجه أبدا، وقد قتل ابن أخي مصعبا، فتزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، وكان يتولى مصر، فنفس بها عليه عبد الملك، وكتب إليه: اختر مصر أو سكينة. فطلقها قبل أن يدخل بها، ومتعها بعشرين ألف دينار، وخلف عليها بعد مصعب: عبد الله بن عثمان ابن عبد الله بن الحكم، فولدت له حكيما، وعثمان، وزبيحة، وكانت عنده قبلها فاطمة بنت عبد الله بن الزبير، فلما خطب سكينة أحلفته بطلاقها أن لا يؤثر عليها فاطمة. ثم اتهمته أن يكون آثرها، فاستعدت عليه هشام بن إسماعيل والي المدينة، فاستحلفه ثم أمر برد سكينة عليه، فبعث إليها: أمرك الآن بيدك. فبعثت إليه: إنا ما ظننا أنا قد هنا عليك هذا الهوان، إنما يلجلج في نفسي شيء، وخفت المأثم فأما إذ برئت من ذلك فما أوثر عليك شيئا.

ثم خلف على سكينة زيد بن عمر بن عثمان، ثم خلف عليها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وكانت ولية نفسها، فلم تنفذ نكاحه.

وقيل: حملت إليه إلى مصر فوجدته قد مات.

وروى علي بن الحسين الأصبهاني أن المدائني قال: حدثني أبو يعقوب الثقفي، عن الشعبي [١] :

أن الفرزدق خرج حاجا، فلما قضى حجه عدل إلى المدينة، فدخل إلى سكينة بنت الحسين فسلم، فقالت: يا فرزدق، من أشعر الناس؟ قال: أنا، قالت: كذبت، أشعر منك الذي يقول:

بنفسي من تجنبه عزيز ... علي ومن زيارته لمام

ومن أمسي وأصبح لا أراه ... ويطرقني إذا هجع النيام

فقال: والله لو أذنت لي لأسمعنك أحسن منه. قالت: أقيموه. فأخرج ثم عاد إليها


[١] الخبر في الأغاني ٨/ ٤٢، ٢١/ ٣٦٨ (دار الكتب العلمية) .

<<  <  ج: ص:  >  >>