للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٤٥- حبيب، أبو محمد الفارسي:

حضر مجلس الحسن البصري فتأثر بموعظته، فخرج مما كان يملكه وتعبد.

وكان له زوجة يقال لها عمرة تنبهه في السحر وتقول: قم يا رجل فقد ذهب الليل وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد والزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا وبقينا.

أَخْبَرَنَا أبو بكر العامري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحيري، قال: أخبرنا ابن باكويه الشيرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن الفضل، قَالَ: حدثنا محمد بن العباس الآملي، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم الشيروزي، قال: حدثنا عبد الصمد بن محمد العباداني، قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال:

اشترى حبيب الفارسي نفسه من ربه أربع مرات بأربعين ألف درهم، أخرج بدرة فقال: يا رب اشتريت منك نفسي بهذه، وأخرج بدرة أخرى، فقال: إلهي إن كنت قبلت تلك فهذه شكرانها، ثم أخرج الثالثة فقال: إلهي إن كنت لم تقبل [الأولى] [١] والثانية فاقبل هذه، ثم أخرج الرابعة فقال: إلهي إن كنت قبلت الثالثة فهذه شكر لها.

قال أبو بكر بن أبي الدنيا بإسناد له عن إسماعيل بن زكريا وكان جارا لحبيب، [قال] [٢] : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه [٣] ، وإذا أصبحت سمعت بكاءه، فأتيت أهله فقلت: ما شأنه يبكي إذا أمسى ويبكي إذا أصبح؟ قال: فقالت لي: يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسى.

أَخْبَرَنَا المبارك بْن عَلي [٤] الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الواحد بن محمد الصباغ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد العزيز بْن الحسن الضراب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مروان، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن عَلي، قَالَ:

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ عبد الواحد بن زيد:

أن حبيبا أبا محمد جزع جزعا شديدا عند الموت، فجعل يقول بالفارسية: أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط، أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط، أريد أن أدخل تحت


[١] ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل، وت.
[٢] ما بين المعقوفتين: من ت.
[٣] في الأصل: «بكاوه» .
[٤] «أخبرنا ابن المبارك بن علي» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>