للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدقة بن بكر السعدي، قال: حدثني مرجي بن وداع الراسبي، قال: حدثني المغيرة بن حبيب، قال: قال عبد الله بن غالب الحراني:

لما برز العدو على ما أساء من الدنيا، فو الله ما فيها للبيب جدل، وو الله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي وافتراش الجبهة لك يا سيدي، والمراوحة بين الأعضاء في ظلم الليل، رجاء ثوابك وحلول رضوانك، لقد كنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها. قال: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل. قال: فحمل من المعركة وإنه لرمق، فمات، دون العسكر، فلما أن دفن أصابوا من قبره رائحة المسك. قال:

فرآه رجل من إخوانه في منامه، فقال: يا أبا فراس، ما صنعت؟ قال: خير الصنع، قال:

إلى ما صرت؟ قال: إلى الجنة، قال: بم؟ قال: بحسن اليقين وطول التهجد وظمأ الهواجر، قال: فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك؟ قال: تلك رائحة التلاوة والظمأ، قال: قلت: أوصني، قال: اكسب لنفسك خيرا، لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلا.

٦٨٢- عبد الله [١] بن سريج، أبو يحيى مولى بني نوفل بن عبد مناف:

وقيل: مولى بني الحارث بن عبد المطلب، وقيل: مولى لبني مخزوم، وقيل:

مولى لبني ليث. ولد في خلافة عمر بن الخطاب، وكان نائحا، ثم صار من مشاهير المغنين وكبارهم، وكان آدم أحمر ظاهر الدم سفاطا، في عينه فتل، وفي رأسه صلع، وكان منقطعا إلى عبد الله بن جعفر.

وذكر الكلبي عن أبيه، قال: كان ابن سريج مخنثا أحول أعمش، وكان أحسن الناس غناء، وغنى في زمن عثمان.

وقال غيره: كان مغني أهل مكة ابن سريج، ومغني أهل المدينة معبد.

٦٨٣- الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد [٢] :

ولد سنة ستين. شاعر متقدم مقدم، عالم باللغة، كان في أيام بني أمية، ولم يدرك


[١] جاء اسمه في بعض نسخ الأغاني مختلفا: «عبيد بن سريج» وعبيد الله بن سريج و «عبد الله» الأغاني ١/ ٢٤٣ (دار الكتب العلمية) .
[٢] شرح شواهد المغني ١٣، وجمهرة أشعار العرب ١٨٧، والشعر والشعراء ٥٦٢، وخزانة الأدب للبغدادي ١/ ٦٩- ٧١، ٨٦- ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>