للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر] [١] ، فلحق بالجبال فغلب عليها. وكان خروجه في محرم سنة سبع وعشرين.

وكان سبب خروجه أنه قدم إلى الكوفة زائرا لعبد الله بن عمر يلتمس صلته ولا يريد خروجا فتزوج ابنة حاتم بن الشرقي، فلما وقعت العصبية، وكان سببها أن عبد الله أعطى قوما ومنع قوما فاختصموا، فقال أهل الكوفة لعبد الله: ادع إلى نفسك، فبنو هاشم أولى بالأمر من بني مروان [٢] ، فدعا سرا بالكوفة وبايعه ابن ضمرة الخزاعي، فدس إليه ابن عمر فأرضاه، فأرسل إليه: إذا التقينا انهزمت بالناس، فقيل لابن عمر: قد جاء ابن معاوية، فأخرج مالا وخرج فأمر مناديا ينادي: من جاء برأس فله خمسمائة، فأتى رجل برأس فأعطي خمسمائة، فلما رأى أصحابه الوفاء ثاروا بالقوم فإذا خمسمائة رأس، فانكشف أمر ابن معاوية، وانهزم ابن ضمرة فلم يبق مع ابن معاوية أحد، فخرج إلى المدائن فبايعوه، وأتاه قوم من أهل الكوفة، ثم خرج [إلى المدائن] [٣] فغلب على حلوان والجبال وهمدان وقومس وأصبهان والري.

وفي هذه السنة: وافى الحارث بن شريح مرو [٤] ، وجاء إليها من بلاد الترك بالأمان الذي كتب له يزيد بن الوليد، فصار إلى نصر ثم حالفه وبايعه على ذلك جمع كبير، وكان قدم مرو لثلاث بقين من جمادى الآخرة، سنة سبع وعشرين، فتلقاه نصر وأجرى عليه نزلا كل يوم خمسين درهما، وأطلق نصر من كان عنده من أهله، وبعث إليه بفرس وفرش، فباع ذلك وقسمه في أصحابه، وكان يجلس على برذعة [٥] ، وتثنى له وسادة غليظة، وعرض عليه نصر أن يوليه ويعطيه مائه ألف فلم يقبل، وقال:

لست من أهل اللذات، إنما أسألك كتاب الله والعمل بالسنة فإن فعلت ساعدتك، وإني خرجت من هذا البلد منذ ثلاث عشرة [٦] سنة إنكارا للجور، وأنت تريدني عليه، فانضم إلى الحارث ثلاثة آلاف.


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من الطبري.
[٢] في الأصل: «فبنو هاشم بالأمر أولى من بني مروان» . وما أوردناه من ت.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٤] تاريخ الطبري ٧/ ٣٠٩.
[٥] في الأصل: «برذعته» . وما أوردناه من ت والطبري.
[٦] في الأصل: «ثلاثة عشرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>