للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاثين ومائة]

فمن الحوادث فيها دخول أبي مسلم مرو ونزوله دار الإمارة بها، ومطابقة علي بن جديع الكرماني إياه على حرب نصر بن سيار، ودخلها لتسع خلون من جمادى الأولى يوم الخميس.

وكان سبب موافقة علي أبا مسلم [١] ، أن أبا مسلم وبخه وقال: أما تستحي من مصالحة نصر وقد قتل أباك بالأمس وصلبه، فرجع عنه فانتقض صلح العرب الذين اصطلحوا على قتال أبي مسلم، فتمكن لذلك أبو مسلم من دخول دار الإمارة بمرو، وعبأ جنوده لقتال نصر، فأرسل إلى جماعة بالقتال، ففهم لاهز، فقرأ لاهز (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) ٢٨: ٢٠ [٢] ففطن فهرب وذلك يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الأول هذه السنة، وهو اليوم الثاني من دخول أبي مسلم دار الإمارة.

وصفت مرو لأبي مسلم، وأمر أبا منصور طلحة بن رزيق أن يأخذ البيعة على الجند، وكان طلحة أحد النقباء الاثني عشر الذين اختارهم محمد بن علي من السبعين الذين استجابوا له حين بعث رسوله إلى خراسان سنة ثلاث ومائة، أو أربع ومائة، وأمره أن يدعو إلى الرضا ولا يسمي أحدا.


[١] في الأصل: «موافقة على أبي مسلم» . وما أوردناه من ت والطبري.
[٢] سورة: القصص، الآية: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>