للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائة]

فمن الحوادث فيها هلاك قحطبة بن شبيب [١] ، وكان السبب في ذلك أن قحطبة لما نزل بخانقين، وابن هبيرة بجلولاء، وبينهما خمسة فراسخ وأمده مروان بعشرين ألفا من أهل الشام والتقيا، فحمل على ابن هبيرة، فولى أصحابه منهزمين، وفقدوا قحطبة فبايعوا حميد بن قحطبة، فسار حتى نزل كربلاء ثم اجتمعوا على الحسن بن قحطبة، ثم وجد قحطبة قتيلا في جدول فدفنوه.

وفي رواية: أن معن بن زائدة ضرب قحطبة على حبل عاتقه فسقط في الماء، فأخرجوه، فقال: إن مت فألقوني في الماء لا يعلم أحد بقتلي، فإذا قدمتم الكوفة فوزير الإمام أبو سلمة حفص بن سليمان [٢] ، فسلموا هذا الأمر إليه، ورجع ابن هبيرة إلى واسط.

وفي هذه السنة: خرج محمد بن خالد بالكوفة، وسود قبل أن يدخلها الحسن بن قحطبة وضبطها وأخرج عنها عامل ابن هبيرة، ثم دخلها الحسن.

وكان قد خرج محمد بن خالد ليلة عاشوراء، وعلى الكوفة زياد بن صالح الحارثي، فسار إلى القصر، فارتحل زياد وأهل الشام وخلوا القصر فدخله محمد بن صالح، فلما أصبح يوم الجمعة وذلك صبيحة اليوم الثاني من مهلك قحطبة بلغه نزول


[١] تاريخ الطبري ٧/ ٤١٢.
[٢] في الأصل: «حفص بن سليم» . والتصحيح من ت، والطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>