للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوثرة ومن معه مدينة ابن هبيرة، وأنه تهيأ للمسير إلى محمد فتفرق الناس عن محمد، فأرسل إليه أبو سلمة الخلال يأمره بالخروج من القصر واللحوق بأسفل الفرات، فإنه يخاف عليه لقلة من معه، فأبى محمد وجاء أصحاب حوثرة، فصاروا مع محمد، فارتحل الحسن بن قحطبة نحو الكوفة، فدخلها واستخرجوا أبا سلمة بالنخيلة يومين، ثم ارتحل إلى حمام أعين، ووجه الحسن بن [قحطبة إلى] [١] ، واسط [٢] لقتال ابن هبيرة، وخطب أبو سلمة حين بايعه أهل خراسان، فدعا إلى طاعة بني العباس، وفرق العمال في البلدان، ووجه بسام بن إبراهيم إلى عبد الواحد بن عمر بن هبيرة وهو بالأهواز، فقاتله بسام حتى فضه، فلحق بسلم بن قتيبة [٣] الباهلي وهو بالبصرة وهو يومئذ عامل ليزيد بن عمر بن هبيرة، وكتب إلى سفيان بن معاوية بعهده إلى البصرة، وأمره أن يظهر بها دعوة بني العباس وينفي سلم بن قتيبة [٣] .

فكتب سفيان إلى سلم يأمره بالتحول عن دار الإمارة ويخبره بما أتاه من رأي أبي سلمة، فأبى سلم ذلك، وامتنع منه. وحشد مع سفيان جميع اليمانية وغيرهم، وحلفاءهم، وجنح إليه قائد من قواد ابن هبيرة كان بعثه مددا لسلم في ألفي رجل من كلب، فأجمع السير إلى سلم [٤] فاستعد له سلم.

فقدم سفيان يوم الخميس في صفر، فالتقوا فانكسر سفيان وقتل ابنه وانهزم ومن معه، ولم يزل سلم [٤] مقيما بالبصرة حتى بلغه قتل ابن هبيرة فشخص عنها.

واجتمع من بالبصرة من ولد الحارث بن عبد المطلب إلى محمد بن جعفر، فولوه أمرهم، فوليهم أياما حتى قدم عبد الله بن أسد الخزاعي من قبل أبي مسلم.

وفي هذه السنة: بويع لأبي العباس عبد الله بن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس بن عبد المطلب.


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من الطبري.
[٢] في ت: «الحسن بن قحطبة نحو الكوفة» .
[٣] في الأصل: «سالم بن قتيبة» . والتصحيح من ت والطبري.
[٤] في الأصل: «سالم» . والتصحيح من ت والطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>